الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حق أهل الزوجة على الزوج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا متزوج ولدي طفلتان، وتوجد مشاكل كثيرة بيني وبين أهل زوجتي، ويعلم الله أنني لم أكن في يوم من الأيام سبباً لتلك المشاكل.

المهم في أحد الأيام جاءت والدة زوجتي إلى منزلنا، وتطاولت علي وعلى أهل المنزل جميعاً (والدي، والدتي، إخوتي) بالسباب؛ بسبب عدم ذهاب ابنتها إلى زيارتها لمدة أسبوع، علماً بأنني ووالدي ووالدتي طلبنا منها الذهاب لزيارة والدتها، وهي رفضت؛ لأنها كانت غاضبة منهم لسبب ما لا أعرفه، وهي التي رفضت الذهاب إليهم.

وبعد ما حدث من والدة زوجتي، وأختها من سباب لي ولأسرتي في وسط الشارع، وأمام الجيران، اتخذت قراراً بقطع العلاقات مع أهل زوجتي، ومنعتهم من دخول بيتي! وزوجتي تؤيدني، وقطعت علاقتها بأمها، وأنا أبلغتها بأنها لو ـ في أي يوم ـ أعادت علاقتها بأمها وأخواتها، سأقوم بتطليقها مباشرة.

سيدي الفاضل، هل أنا مخطئ؟ مع العلم أنهم دائماً يفتعلون المشاكل والمشاجرات معنا بدون أي ذنب، ويعلم الله صدق كلامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد منصور .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

أسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم سواء السبيل، ويوفقنا لما فيه الخير والرضا.

قرأت استشارتك أخي، وبارك الله لك في طفلتيك، وجمع شمل الجميع.

في البداية أقول لك أخي: إن الإنسان عليه عدة واجبات وحقوق يجب عليه أداؤها، فإذا كان لك حق تجاه زوجتك فيجب ألا تنسى حق أهلها عليها، وهو حق الوالدين الذي قرنه الله تعالى مع حقه في العبادة، فقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.

ولا تستقيم حياة الزوج مع زوجته إذا كانت علاقة الزوجة مع أهلها غير جيدة، بل لو حصلت مشاكل بين الزوج وأهل زوجته لأثرت هذه المشاكل على العلاقة الزوجية.

ومن هنا أخي عليك الرجوع فوراً عما أنت فيه، والسماح لزوجتك أن تزور أهلها ولو في الأسبوع مرة واحدة، وهذا حقٌ قرره الشرع لها وليس من حقك منعها من ذلك، وإلا ستكون ارتكبت محظوراً، وعليك أن تستشير أهل الفتوى في مسألة الطلاق.

وتأتي الخطوة التالية: وهي إصلاح ما بينك وبين أهلها، حتى تستقر حياتكما وتدوم المودة والرحمة بينكما، فكلما كانت علاقتك بأهلها جيدة انعكس ذلك عليكما، ما لم يرفضوا أهلها هذه الصلة، بجانب ذلك أذكرك وأنت في رمضان وهو شهر الصلة والمواساة والإحسان بالمسارعة إلى إصلاح ذات البين، وهي فرصة لا تضيع، اتصل بهم، واطلبهم العفو والصفح، واقصد بذلك وجه الله، وسوف يمنحكما الله محبةً ومودة إن شاء تعالى، وأكثروا من الدعاء في شهر الدعاء أن يوفقكما الله لما فيه الخير والرضا .

والله ولي الهداية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً