الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف ذاكرتي وتركيزي، كيف أتخلص منه وأعود كما كنت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية سأتحدث معكم كأخيكم الصغير الذي يحتاج المساعدة.

أنا شاب 16 عاما، في الصف الثالث الثانوي إن شاء الله، ذاكرتي جيدة، وتركيزي عال منذ صغري والحمد لله، إلى أن ذهبت للمرحلة الإعدادية، وبطريقة ما أصبحت طالبا عاديا على عكس المرحلة الابتدائية، فما سبب هذا؟

الآن أنا أحاول أن أعود كما كنت، لقد سمعت كثيرا عن العادة السرية إلى أن مارستها بالصدفة، وأنا في الصف الأول الثانوي، وبالتحديد 2/1/2014، ومن حينها وأنا أمارسها بطريقة بشعة من 3 إلى 8 مرات يوميا!

أحيانا أستطيع ردع نفسي والتوقف، لكني -للأسف- أعود مرة أخرى، ونحن الآن في الشهر الفضيل وأنا عاهدت نفسي أن أتوقف عنها، ولكني أشعر أنني قد أضعف أحيانا بسبب شهوتي المرتفعة, والتي تجعلني أحيانا وأنا بمفردي أتنفس سريعا بمجرد التفكير في الأمر، أو الشعور بالحاجة إلى العادة السرية.

أنا أريد فقط المساعدة في التخلص من تلك العادة؛ لأني أندم كثيرا بعد الانتهاء منها, أيضا أنا لا أريد أن أصاب بمرض تناسلي -لا قدر الله- ولا أريد أن أعصي الله سبحانه وتعالى.

1- هل الممارسة تضعف الذاكرة والتركيز؟
2- كيف أوقف الشهوة بداخلي، والتي قد تجعلني أحيانا أجن من ضعفي أمامها؟
3- هل يمكن أن أحلل السائل المنوي في هذا السن؟
4- كيف أنتهى من هذه الممارسة للأبد؟ أو على الأقل مرة كل شهرين أو كل سنة؟
5- كيف أستعيد تركيزي وذاكرتي لأنني مقبل على العام الأخير من الثانوية العامة، وأحتاج لكل تركيزي؛ كي أحقق حلمي؟
6- ما الأطعمة التي يجب تناولها لاستعادة صحتي؟
7- ما المدة التي أحتاجها؛ كي أتعافى من هذا الفيروس اللعين؟

أعلم أنني قد أثقلت عليكم، ولكن اعتبروني أخاكم الصغير، ويحتاج المساعدة.

شكرا مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ karim حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخانا الصغير- في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: بالنسبة للتغير الذي حدث في مستواك الدراسي، فهذا شيء طبيعي يحدث لمعظم الطلاب؛ نتيجة لعدة عوامل، منها أن المقررات الدراسية تختلف من مرحلة لمرحلة، ولذلك تتطلب مجهودا إضافيا في كل مرحلة أعلى، ولا يعتمد الطالب على ذكائه فقط، كما في المرحلة الابتدائية.

ثانياً: بالنسبة لبقية الأسئلة الخاصة بالعادة السرية، فكما تعلم أن لها آثارا صحية ونفسية، خاصة إذا مارستها بصورة مكثفة فتؤثر على التركيز والانتباه، وأيضاً قد تمتد آثارها إلى التأثير على العلاقة الزوجية فيما بعد، لذلك ننصحك بالإقلاع عنها فوراَ.

وللتغلب على ممارسة العادة السرية يمكنك اتباع الآتي:

1- حدد يوماً معيناً للإقلاع عن هذه العادة، وليكن يوماً له أثر طيب على نفسك، ثم وقع مع نفسك عقداً ملزماً لإنهاء هذه العادة نهائياً، واستعن بالله، وأكثر من قول: (حسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

2- كما تعلم أن الصوم يكسر الشهوة الجنسية، وقد كان مانعا لك طيلة أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة، وربما يكون الوضع أسوأ من ذلك إذا لم تصم. ونحن لا شك نصدق الحديث ونكذب أنفسنا.

3- التفكير دوما في أضرارها، ويا حبذا إذا دونت ذلك في مذكرة واطلعت عليها كل يوم.

4- لا تجلس لوحدك كثيراً، وحاول ملء الفراغ بما هو مثمر ومفيد، وخاصة يوم الجمعة حاول أن تشغل نفسك بأي نشاط، ولو أدى ذلك للخروج من المنزل.

5- إذا أتتك الرغبة لممارسة ذلك حاول تجاهل الأمر، وفكر في ممارسة نشاط آخر، وتذكر أن الله تعالى يراقبك، ومطلع على ما تفعل.

6- ابتعدعن كل ما يهيج الرغبة الجنسية (صور، أفلام، مناظر، قصص ...الخ).

7- مارس الرياضة بشكل منتظم، وكما كانت لك إرادة قوية في الصوم، كذلك نتمنى أن تكون لك إرادة قوية في ممارسة الرياضة. فإذا التزمت بكل ذلك -إن شاء الله- تكون فترة العلاج قصيرة.

ما يتعلق بتحليل السائل المنوي، ما الفائدة من معرفته في هذا الوقت؟ فإذا كان هناك ما يبرر تحليله؛ فلا بأس، وإلا فلا تشغل نفسك بهذه الأمور.

بالنسبة للأطعمة المناسبة لصحتك، الأفضل أن تستشير اختصاصي تغذية علاجية، فسيصف لك ما يناسب عمرك، ووزنك، وحالتك الصحية.

أما بالنسبة للذاكرة، فهي تقوى بالتدريب، فحاول الالتزام ببرنامج معين يتم فيه حفظ معلومات معينة، وأفضل عمل هو حفظ آيات قرءانية يومياً -ولو بالقدر اليسير- ثم الاستمرار في ذلك إلى بلوغ الهدف الذي تريده، مثل حفظ سورة معينة، أو جزء معين.

والمعلومات التي لا تكرر تكون قابلة للنسيان، فلا يكفي قراءتها مرة واحدة وتظل كما هي، لذلك هذا شيء طبيعي. وحتى حفظة القرءان الكريم يحتاجون مراجعته دائماً، وإلا تفلت منهم. وإليك بعض الإرشادات ربما تساعدك في تثبيت المعلومات:
1- الإكثار من فعل الطاعات وتجنب المنكرات، وتذكر قول الإمام الشافعي -رضي الله عنه-:
(شكوت إلى وكيع سوء حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ** ونور الله لا يهدى لعاصي).

2- الاهتمام بحفظ الكليات -أولاً- قبل التفاصيل.

3- بالنسبة للكلمات والأسماء، حاول ربطها بكلمات وأسماء معلومة ومحفوظة جيداً في ذاكرتك.

4- تكرار المعلومة أكثر من مرة يثبتها أكثر وأكثر.

5- حاول الاعتماد على ذاكرتك بقدر ما تستطيع في تذكر الأحداث والملاحظات، بدلاً عن كتابتها في المذكرات أو الأجهزة الإلكترونية.

6- كذلك إعطاء فترة راحة بين كل معلومة وأخرى قد يساعد في عدم تداخل المعلومات مع بعض، ذلك لأن تداخل المعلومات يعد من عوامل النسيان.

وللفائدة راجع أضرار العادة السرية: (2404 - 385824312 - 260343)، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119)، وحكمها الشرعي: (469- 261023 - 24312)، ومدى زوال آثارها: (24284 - 17390 - 287073 - 2111766 - 2116468).

نسأل الله تعالى أن يكفيك بحلاله عن حرامه، ويغنيك بفضله عن ما سواه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية محمد

    بارك الله فيكم افدتونى انا شخصيا ازادكم الله بعلمه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً