الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي مدمرة بسبب العادة السرية!!

السؤال

السلام عليكم

أشكر جميع القائمين على هذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتهم يوم القيامة.

بعد التوكل على الله قررت أن أكتب لكم مشكلتي مع الاستمناء التي دمرت كل شيء في حياتي، وجعلتني حاضر الجسد بدون روح ولا عقل، أصبحت أتهم في عملي بالمعتوه وبالأبله، وأكاد أفقد عملي بسبب تأثيرات هذه العادة الخبيثة، التي أسأل الله أن يجنبها شباب المسلمين.

أحبابي: أنا شاب بعمر 38 سنة، حديت عهد بالزواج، أدمنت العادة السرية في مراهقتي، مارستها 10 السنوات الأخيرة، فقط مرة واحدة أقلعت عنها بداية 6 سنوات من العذاب والآلام، حتى بدأت تأتيني بوادر الشفاء تدريجياً، وفي لحظة ضعف كانت منذ 4 سنوات مارستها، وليتني لم أفعل فقد عدت إلى حالة الصفر والمعاناة والعذاب من تأثيراتها، والتي سأتحدث عنها لاحقاً.

منذ ذلك الوقت وأنا متوقف عن ممارستها، عشت فيها صنوف العذاب النفسي والجسدي، حتى بدأت الأعراض تخف تدريجياً إلى أن جاء اليوم الذي تقابلت فيه مع زوجتي، وقلت لها: إن الطبيب أمر بتحليل السائل المنوي من أجل الكشف إن كان هناك التهابا أو احتقانا في البروستاتا، وزوجتي رفضت المعاشرة المباشرة إلى حين ليلة العرس، واتفقنا على أن تكون الممارسة بدون إيلاج، وكانت الممارسة صعبة جداً بالنسبة لي، حيث وجدت صعوبة في الانتصاب وغياب الرغبة الجنسية.

مع الاحتكاك بجسدها تم القذف بصعوبة، أحسست بعدها وكأني مارست الاستمناء، وتغيرت نفسيتي للأسوأ، وأنا أحس أني أعود إلى حالة الصفر من المعاناة والآلام النفسية، والتي ألخصها فيما يلي:

- سرعة الغضب والانفعال لأقل الأسباب، وشديد الحساسية لأي نقد.
- انعدام الثقة بالنفس.
- نقص حاد في القدرة على الفهم والاستيعاب ومسايرة الآخرين، حيث إن جميع زملائي تفوقوا علي، مع أن لدي مؤهلاً عالياً.
- نقص في القدرة على التواصل مع الآخرين، حيت إن جميع زملائي يشتكون من هذا الجانب.
-قلبي مليء بالكره للآخرين بدون سبب.
-الانطواء والعزلة عن الآخرين.

- ضعف إن لم أقل انعدام الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب وانعدام الانتصاب الصباحي.
- أحس بالهلع والخوف وارتعاش في اليدين والرجلين.

-ذهاب نضارة الوجه.
-أكلم نفسي أحياناً كثيرة، والهم والغم طول اليوم، وضعف شهية الأكل، وضعف الذاكرة.

أفكر في تقديم استقالتي، لأني لا أستطيع تحمل هذه الأعراض لسنوات أخرى في العمل، لكني في المقابل أخشى على أسرتي لأني المعيل الوحيد لها.

أرجو من الله، ثم منكم أن تدلوني على الحل، فلقد تعبت نفسي جداً، ولست مستعداً لتحمل الآلام النفسية في القادم من الأيام، وخصوصاً أني متزوج حديثاً.

لا أخفي عليكم أني أخاف من أن أمارس الجنس مع زوجتي؛ خشية ازدياد الأعراض!

ملحوظة: نتائج التحاليل كانت سليمة -ولله الحمد- لكني أعاني من انعدام الرغبة وضعف الانتصاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد قمت بالاطلاع على رسالتك، وأستطيع أن أقول: أيها الفاضل الكريم، مشكلتك من شقين، الشق الأول هو ممارستك لهذه العادة القبيحة، وما نتج عنها من خلل في التركيز، واضطراب الانفعالات، واهتزاز الثقة بالنفس، وكل ما ذكرته من أعراض.

الشق الثاني، وهو -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك، هو من الواضح أنك تحسّ بالذنب حيال ممارستك هذه، وفي هذا السياق الذي يتضح لي أن نفسك اللوامة كانت فعّالة جدًّا، وتغلبتْ على نفسك الأمَّارة بالسوء، هذا فيه خير، وإن كان يُسبب لك شيئًا من عدم التوافق النفسي.

أيها الفاضل الكريم: خلاصة الأمر هو أنك تُبت الآن والتزمت بشروط التوبة المعروفة، وهذا فيه خير كثير، فلا تأس على ما مضى، وانظر للحياة نظرة إيجابية.

بالنسبة للمعاشرة الجنسية: قطعًا يجب أن تتخلى تمامًا عن الخيالات الجنسية التي اكتسبتها حين ممارسة العادة السرية، لا بد أن تفصل ولا بد أن تقطع تمامًا الخيالات الجنسية السابقة، واعرف - أيها الفاضل الكريم – أن المعاشرة الزوجية تكون في سِترٍ وفي أمانٍ وفي استرخاءٍ، ونظرتك يجب أن تكون على هذا الأساس، وأن تعرف أن الجنس أخذ وعطاء، وأريدك أن تُغيِّر نمط حياتك، أن تمارس الرياضة، أن تنام ليلاً مبكرًا، أن يكون غذاؤك متوازيًا، هذا كله حقيقةً يعيد لك حيويتك ويحسِّن من ذاكرتك، وكذلك أداءك الجنسي.

أقول: أيها الفاضل الكريم، أنت محتاج لأحد الأدوية المضادة للاكتئاب والمُحسِّنةُ للمزاج، وفي ذات الوقت هو دواء معروف بأنه يُحسِّنُ الأداء الجنسي، الدواء يعرف تجارياً باسم (ويلبوترين Wellbutrin) ويسمى علمياً باسم (ببربيون Bupropion) جرعته هي مائة وخمسون مليجرامًا، تبدأ بها يوميًا، حبة واحدة لمدة أسبوع، ثم تجعلها مائة وخمسين مليجرامًا صباحًا وظهرًا، أي ثلاثمائة مليجرام في اليوم، وهذه الجرعة العلاجية تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

هو من أفضل الأدوية التي تُعالج الاكتئاب وتُحسِّنُ الأداء الجنسي في ذات الوقت.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وتقبَّل الله طاعاتكم وصيامكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا عائشه عبدالسلام

    نصحتي لاخي عبدالله ان يبتعد عن العزله والوحده لانها من اشرش اسباب العوده الي هدا الحاله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً