الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصور كل شيء أراه حتى أصابني الحزن والاكتئاب من كثرة التصوير!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أصبت بعادة غريبة، وهي آفة التصوير بالهاتف، في أعمالي اليومية، وفي نمطي اليومي، وفي حياتي اليومية، أصور كل شيء، لا أعلم لماذا؟ حتى إنني أصاب بحزن واكتئاب أو ما شابه عندما أصور شيئًا، مثلاً الحديقة الفلانية، أصاب بحزن، واكتئاب، وعصبية، ونرفزة... إلخ؛ عندما أفكر بأنه بقي تصوير الطريق الذي عند الحديقة، وهو دائما يحصل معي منذ ثمانية أشهر، تعبت تجاه ذلك، فيداي تؤلماني بسبب كثرة التصوير، وتعبت تفكيرياً، ونفسياً، وجسدياً تجاهه.

أنا أعمالي ومهامي ونمط حياتي تختلف من يوم إلى يوم، وكل إنسان هكذا، لكن مع هذا أصور كل شيء، وتعبت من ذلك تجاه كثرة التصوير في نمطي اليومي، فكل وقتي يذهب للتصوير.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابننا العزيز: السلوك الذي تشكو منه أخذ الطابع الوسواسي، لذلك أصبحت تشعر بالضيق والتوتر، ويعد من الطقوس الوسواسية التي لا فائدة مرجوة من فعلها، فالوسوسة مرض يعتري الشخص، يأتي له بصورة أفعال وأفكار تتسلط عليه، وتضطره لتكرارها، وإذا لم يكرر الفعل أو يتسلسل مع الفكرة؛ يشعر بتوتر وضيق، وعدم صحة ما فعل، ولا يزول هذا التوتر إلا إذا كرر الفعل، وتسلسل مع الفكرة، فهو إذاً المبالغة الخارجة عن الاعتدال، فقد يفعل الأمر مكررا له حتى يفوت المقصد منه، مثل أن يعيد الوضوء مرارا حتى تفوته الصلاة.

قد يأتي الوسواس في صورة شكوك تستوجب الـتأكد الخارج عن العادة، مثل: غلق الأبواب، أو مفاتيح الكهرباء، وما إلى ذلك، وقد يأتي في صورة اشتراط أو ارتباط سلوك بحدث معين كما في حالتك، عدم التصوير بطريقة معينة يشعرك بعدم الارتياح، فاتباع الفكرة والاستجابة لها؛ عزز هذا السلوك، وأصبح كالعادة.

يمكن اتباع الإرشادات التالية فربما تفيدك في التخلص من المشكلة:
1- التجاهل والتحقير وعدم الاستجابة للفكرة الوسواسية، وعدم التحاور معها.

2- الانشغال بموضوعات فيها مصالح وفوائد في حياتك الدنيوية والأخروية.

3- اجعل التصوير هواية وليست غاية أو عادة إجبارية.

4- تحمل الضيق أو القلق الناتج عن عدم الاستجابة للفكرة لفتراتٍ زمنية أطول، فهذا يؤدي إلى ضعفها وتلاشيها إن شاء الله.

5- زيارة الطبيب النفسي قد تساعدك كثيراً في التغلب على الفكرة، فالعلاج الدوائي يعمل على التوازن الكيميائي داخل الجسم.

نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً