الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتوب من ترك الصلاة وفطر أيام من رمضانات سابقة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

الرجاء الرد علي قبل رمضان

أنا عازمة على التوبة لكن حالي من سيء إلى أسوأ منه، صمت القضاء علي بدون أن أصلي، ثم قلت لنفسي: ما نفع صومي بدون صلاة؟ فتركت الصوم، تعدل حالي قليلا من ناحية النظافة، لكن علاقتي مع ربي لا، ليس لي إرادة أن أعود تائبة، كان لي سؤال برقم (2275347)، لكن ردكم لي لم يشف غليلي، أحتاج المزيد. أنا عزمت أن أتوب في رمضان، أن أقطع العادة السرية وأصلي، لكن علي قضاء 12 يوما من رمضان الماضي وغيره من رمضانات سابقة، ما حكم تركي قضاء أيامي إذا كنت متعمدة؟ لأني لا أصلي فما نفع صيامي؟

سأقف وقفة مع نفسي لكن مدوا لي يد المساعدة، ما الذي يساعدني في رمضان؟ وهل أصوم ما علي بعده أم أكفر عنه؟ وهل لي من توبة؟ أريد أن يكون رمضان هذا مختلفا، لكن ماذا أفعل بالرمضانات السابقة؟ ما هي كفارتي؟ ساعدوني بكلام يعطيني أملا، هل سيتوب الله علي إن تبت فعلا؟ ذنوبي كثيرة جدا.

أخيراً: أخبرتموني أن أرقي نفسي، ولا أعرف من الرقية شيئا، فما هي؟ وإذا كان هناك رابط للشيخ محمد جبريل أرجو إرساله لي.

أتمنى أن يخرج رمضان وتخرج معه ذنوبي ونفسي القديمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا الكريمة- مجدداً في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يتوب عليك، ما أنت مقيمة عليه من تضييع الصلوات، والتفريط في فرائض الله تعالى عليك جرم كبير وذنب عظيم، والواجب عليك أن تبادري بالتوبة وتسارعي إليها قبل فوات الأوان فتندمين حين لا يفيد الندم.

مما يعينك على التوبة والمبادرة إليها تذكر الموت ولقاء الله تعالى، وتذكر الجنة وما أعد الله فيها لأوليائه، والنار وما أعد فيها لأعدائه وعصاته، فتذكري أنك ستقفين بين يدي الله عن قريب وأن لقاء الله تعالى قادم لا محالة؛ فإذا تذكرت هذا فإن من شأنه -بإذن الله تعالى- أن يبعث في قلبك الرغبة على التوبة واجتناب ما نهاك الله تعالى عنه.

قولك بأن صيامك مع عدم الصلاة لا ينفع كلام صحيح من جانب، ولكنه تلبيس من الشيطان من جانب آخر، فإنه يحاول أن يصدك عن جميع الطاعات، والواجب في مثل هذا الحال أن تتوبي من معصية الله تعالى وتبادري إلى فعل ما أمر الله به واجتناب ما نهاك عنه، لا أن تداوي الداء بالداء فتزيدي المعصية معصية أخرى.

الواجب عليك أن تقضي ما عليك من رمضان السابق بعد صيام رمضان الحالي، وأن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحاً بالندم على ما كان منك من الذنوب، والعزم على عدم الرجوع إليها في المستقبل، مع تركها في الحال، فإذا فعلت هذا فقد تبت، والله تعالى يقبل التوبة من التائبين كما قال سبحانه في كتابه الكريم: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}.

أخبرنا سبحانه بأنه يحب التائبين، كما أخبرنا نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ونصوص القرآن والسنة كثيرة مستفيضة بأن الذنوب جميعاً يغفرها الله تعالى بالتوبة، لا يتعاظم سبحانه وتعالى ذنب، فقد قال سبحانه: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.

إذا قضيت ما فاتك من الصيام بعد رمضان؛ فإن كنت تعلمين أنه لا يجوز لك تأخير القضاء حتى يدخل رمضان التالي، فإن الواجب عليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، وهو كيلو إلا ربعاً من الأرز تقريباً، أما إذا كنت لا تعلمين حرمة تأخير القضاء من رمضان إلى رمضان؛ فإنه لا كفارة عليك، لأن هذه الكفارة أعني كفارة التأخير تسقط للجهل، أما ما ذكرت من شأن الرقية، فإن الرقية بكلام الله تعالى والأدعية النافعة تفيد -بإذن الله تعالى- فاقرئي على نفسك الفاتحة وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين، وفي هذا كله نفع كبير -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالهداية والصلاح، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا مريم

    كنت اتمني شخص اخر يرد علي


    .. على العموم شكرا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً