الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعرف كيف أتخلص من سجن المعصية؟ وكيف أتوب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه، ونفع بكم، وزادكم من فضله.

مشكلتي نفسية، فأنا بين الحين والآخر أشاهد مقاطع إباحية، وكذلك للمثليات، ولا أعلم لماذا؟ بالرغم من أن ميولي طبيعية، وتزوجت منذ قرابة السنة –والحمد لله-، ولا ينقصني شيء، في كل مرة أفعل ذلك أكره نفسي وأكره تصرفي، وأشعر بضيقة، ولكن بعد مدة أجدني أكرر ذلك وأشاهد، أرجوكم أفيدوني ما الحل؟ أشعر بضيقة واكتئاب، وأني غير قادرة على السيطرة على نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hatoon حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
ونسأل الله تعالى لك الهداية والعافية.

ونحن نشكر لك انتقادك لنفسك، وشعورك بالذنب والمعصية، وهذا -بإذن الله تعالى- سيكون بداية الإصلاح والتغيير إن كنت جادةً بالتخلص من هذا الإثم الذي تأتينه.
والذي يعينك على التخلص من هذا وتغير الحال الذي أنتِ فيه، أن تتذكري أموراً:
- أولها مراقبة الله تعالى لك، وأنه يراك ويسمع كلامك، ولا يخفى عليه شيء من أمرك، كما قال سبحانه وتعالى (إنني معكما أسمع وأرى )، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فالله أحق أن يستحيا منه)، فإذا أدمنت تذكر هذا المعنى العظيم وهو مراقبة الله تعالى لك؛ فإن هذا سيدعوك -بإذن الله تعالى- إلى الحياء منه، وتجنب الوقوع فيما يسخطه ويغضبه.

- أن تتذكري الموت وما بعده من أهوال وشدائد، وأنكِ ستسألين وتحاسبين على أعمالك الصغير منها والكبيرة كما قال سبحانه: (فو ربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ).

- أن تتذكري الخيرات الكثيرة التي تحجب عنك وتُمنعي منها من السعادة، وهناءة العيش، وطيب الحياة، وغير ذلك من الأرزاق الحسنة؛ بسبب الذنوب التي تفعلينها، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، والشيطان يسول لك أنك تقضين لذةً وتحصلين شهوةً بهذا الفعل، ولكنه في الحقيقة فعل يفوت عليك كثيراً من اللذات، وكثيراً من المشتهيات من حيث لا تشعرين.

- أن خير ما تستعينين به على تغير حالك وواقعك أن تستعيني بالرفقة الصالحة، فتتعرفي على النساء الطيبات، والفتيات الصالحات، وتحاولي قضاء كثير من الأوقات معهن، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من حديث يوصي بصحبة الصالحين والأخيار؛ لأن الإنسان يتأثر بمن يجالسهم بلا شك.

- نرجو -أيتها البنت الكريمة- أن لا تبرري لنفسك هذه الأفعال الشنيعة، وهذه التصرفات القبيحة، بمبرر أنك تعيشين حالةً نفسية، فإن الشيطان يحاول أن يوجد الأعذار، ويخلق المبررات ليقنعك بالاستمرار على ما أنت عليه، وأنت بالحقيقة تحتاجين إلى عزيمةٍ صادقة تتوبين فيها إلى الله سبحانه وتعالى من ذنوبك، وتستعينين بالأسباب التي جعلها الله عز وجل معينة على تحقيق هذه التوبة مما ذكرناه لك.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يتولى عونك، ويأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً