الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسوسة والخوف من حدوث مكروه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله عنا وعن المسلمين كافة كل خير.

أرجو أن تقدم لي حلاً شافياً لمشكلتي، وهي:

تأتيني أفكار وسواسية في أمور الدين، إلى درجة -أحياناً- أني أنطق بها! وهذه الحالة تزداد وتخف من حين إلى آخر، كما أنني في الفترة الأخيرة بدأت تراودوني بعض الأوهام: كالإحساس بأنني سوف أموت، أو يحدث لي مكروه: كخوف من رصاصة طائشة.

كما تروادوني حالات الخوف والقلق، وخصوصاً أثناء السفر، كما بدأت أشعر بحالة غريبة، وهي ضيق النفس إلى درجة الإحساس بأني سوف أختنق، خصوصاً عندما أكون بعيداً عن المنزل.

أرجو أن يكون الرد مفصلا بعض الشيء؛ لأرتاح من هذه المشكلة التي أتعبتني جداً جداً إلى درجة إصابة بحالة اكتئاب شديدة.

وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو أن تعلم -أيها الأخ العزيز- أن كل الأعراض التي ذكرتها والسمات النفسية ما هي إلا نوع من الوساوس والشكوك القهرية، مع شيء من المخاوف وعسر المزاج والقلق النفسي، وأرجو أن لا تنزعج من هذه المسميات، وتعتقد أنك تعاني من عدة أمراض، حيث أن المسميات التي ذكرتها لك هي في الواقع ذات منشأ كيميائي واحد، وهو اضطراب مادة في الدماغ تُعرف باسم (سيروتونين).

أما العلاج فيتمثل في مواجهة الوساوس والمخاوف وتحقيرها، واستبدالها بأفكار مضادة لها، ويعتبر العلاج الدوائي الآن هو الركيزة الأساسية لعلاج حالتك، وعليه أود أن أصف لك دوائين، أولهما يعرف باسم (بروزاك) والذي أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في الصباح بعد الأكل، وبعد أسبوعين تضيف دواء آخر يعرف باسم ( زيروكسات) وجرعته هي أن تبدأ بنصف حبه ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفعها لحبةٍ كاملة، وتستمر على هذا المنوال لمدة شهرين، وإذا لم تحس بتحسن حقيقي أرجو أن ترفع جرعة (الزيروكسات) إلى حبتين يومياً، ومدة العلاج هي ستة إلى تسعة أشهر، يمكن أن تخفف بعدها العلاج بالتدريج، وتبدأ بإيقاف (البروزاك) أولاً، ثم بعد أسبوعين تبدأ في تخفيف (الزيروكسات) بواقع نصف حبة كل أسبوعين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً