الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ضيق في التنفس وخفقان في البطن والقلب، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من أعراض نغصت حياتي وحولتها إلى جحيم، وسببت لي الوسواس والقلق، والأعراض هي:

1- ضيق التنفس: مع أنه عند ممارسة تمارين الاسترخاء يتحسن قليلاً، لكنه يعود.
2- خفقان في البطن: كأنه يوجد قلب في بطني، وأستطيع أن أرى هذا النبض!
3- أصبحت موسوساً وقلقاً وأفكر بأن لي عدة أمراض، أو أن بي عيناً أو مساً.
4- خفقان في القلب وفي أجزاء أخرى من الجسم كأسفل العين، وأشعر بالخفقان -خاصة- عند الاستلقاء على ظهري.
5- انتفاخ البطن بعد الأكل حتى ولو لم آكل كثيراً.
6- مع ملاحظة أن ضيق التنفس والخفقان يكونان أكثر بعد الأكل.

ذهبت عند طبيبين للطب الداخلي، وقالا لي أن القولون والقلق هما السبب، مع أني لا أعاني من آلام القولون. في الأول كانت آلاماً قليلة فقط والآن لا. عملت تحاليل دم للهيموغلوبين وغيره وكان سليماً، فقط ظهر أن لدي حساسية كالعطس من الغبار، وتخطيط القلب سليم.

الطبيب الأول ذهبت له منذ شهر ولم أتحسن، والثاني ذهبت له البارحة وأعطوني أدوية للقولون + فيتامينات ماغنيزيوم للقلق، والبارحة بدأت رياضة الجري، لكن مع رمضان لا أعلم هل ممارستها فيه صحية؟! وأضيف بأنه مثلا عند الذهاب للطبيب والتحدث معه أشعر بنوع من الارتياح معنويا، لكن بعدها تعود! وهناك بعض الأوقات أشعر ببعض الارتياح، وأحاول نسيان هذه الأعراض، لكن لوقت قصير فقط!

هل هذه الأعراض ستزول؟ وكم ستطول -خاصة الخفقان الذي سيصيبني بالجنون-؟ وما هي نصائحكم لي من كل الجوانب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أعراضك هي أعراض قلقية أدَّتْ إلى أعراض جسدية، وانتفاخ البطن بعد الأكل قد يكون مرتبطًا بالفعل بما يُعرف بالقولون العُصابي.

أيها الفاضل الكريم: أعتقد أن رياضة الجري ستكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك. الرياضة أثبتت فائدتها وجدارتها في علاج جميع أنوع القلق هذه.

وبالنسبة للخفقان – أخِي الكريم -: ما دام ليس لديك ضُعف في الدم أو زيادة في هرمون الغدة الدرقية، فقطعًا القلق هو السبب، ولذا أعتقد أن تناول عقار (إندرال) بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً سيفيدك كثيرًا، وفي ذات الوقت يمكن أن تُدعم أدوية القولون – التي أعطاها لك الطبيب – بعقار اسمه (دوجماتيل) هو دواء جيد جدّا، لكن تأكد أن الطبيب لم يقم بإعطائك أحد مضادات القلق، لأن الدوجماتيل هو في الأصل مضادٌ للقلق، والجرعة المطلوبة هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسون مليجرامًا مساءً لمدة شهرٍ آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

أخِي الكريم: من الناحية الفكرية والوجدانية والمعرفية، لابد أن تُحقِّر الخوف، وتُحقِّر القلق، وتكون أكثر تفاؤلاً، ولا تُعِر الوساوس أي اهتمام، وعبِّر عن نفسك، التعبير عن الذات مُهمٌّ جدًّا ويفيدك كثيرًا.

تمارين الاسترخاء يجب أن تجعلها وتيرة في حياتك –يا أخي الكريم– هي تمارين بسيطة وممتعةً جدًّا، وإسلام ويب لديها استشارة ممتازة توضح هذه التمارين وكيفية إجرائها، وهي: (2136015).

تجنب أيضًا النوم النهاري، وركِّز على النوم الليلي المبكر، وأنا متفائل جدًّا، ونحن نعيش أجواء شهر رمضان الكريم - إن شاء الله تعالى – أحوالك سوف تتحسَّنُ كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن عمر

    هذا بالزبط ما يحدث معي وايضا قيل لي انه قلق وتوتر ...اسال الله ان يشفينا باسرع وقت

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً