الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعتبر إدخال أمي للمستشفى عقوقا لها؟

السؤال

السلام عليكم..

جزاكم الله كل خير على نصائحكم الأكثر من رائعة.

لدي مشكلة تؤرقني، وكلي أمل أن أجد عندكم جوابا يساعدني، أصيبت أمي منذ أكثر من 6 سنوات بمرض التصلب اللويحي، وتم اكتشاف وتشخيص مرضها متأخرا نوعا ما، فبعد إصابتها بسنتين لم تعطها الأدوية مفعولا كبيرا، وكانت ترفض أن تأخذها، وتنفي إصابتها بأي مرض، حتى أصبحت بشكل تدريجي تفقد التحكم بنفسها، وفقدت التحكم بجميع أعضائها تقريبا، حتى الكلام، وآخر شيء فقدت القدرة على الأكل، وتم وضع أنبوب داخل أنفها لتوصيل الطعام لها، حيث كانت أمي تسحب هذا الأنبوب كل مرة نضعه لها، وكنا نذهب بها إلى المستشفى كل يوم أكثر من مرتين لوضعه مرة أخرى، حتى قرر الأطباء أن تدخل أمي في قسم الرعاية الدائمة للمستشفى، حتى تتلقى الرعاية الكاملة، وهي مستشفى أكثر من رائعة، يعتنون بأمي من جميع النواحي، حيث يكشف عليها كل يوم دكتورة نفسية، ودكتور أعصاب، ودكتورة علاج طبيعي، ودكتور باطني، ويقوم هذا القسم كل فترة بعمل نشاطات للمرضى، مع العلم أن المستشفى فقط للنساء، وكل مريض له غرفة منفصلة ومجهزة بأحسن الأجهزة وأجمل الديكورات لإدخال البهجة في قلب المريض، ولكني أشعر بالحزن على أمي، أحس بأنها حزينة، وأحس بالتقصير، وقلبي يتقطع عليها، فهي الأم التي ربت وتعبت وعانت معنا، وفي الأخير نتركها في المستشفى ونحن لا نملك حتى القيام بأقل واجباتها سوى الزيارة.

لقد مر سنة ونصف على أمي في هذه المستشفى، أمي تبلغ من العمر 50 عاما، وأبي توفي منذ سنة، ونحن ليس لدينا أخ، وجميعنا متزوجات، فهل سيحاسبنا الله لأننا تركناها في المستشفى؟ مع العلم أننا نزورها بشكل يومي، هل مريض التصلب اللويحي يشعر ويحس مثلنا؟ فهي أغلب الوقت نائمة، وإذا كانت مستيقظة فهي إما تبكي، أو تنظر إلينا بدون أي تعبير، وقليلا ما تضحك، فهل تنصحني أن أعيدها وأسكنها في بيتي؟

مع العلم أن زوجي يتضايق، ولكني أستطيع إقناعه، غير أن تكاليف جلب ممرضة في المنزل عالية، وأنا لا أستطيع القيام بأمور والدتي كلها نظرا لمشاكل صحية في ظهري، فلا أستطيع حملها، ولا مساعدتها على النهوض، أشيروا علي، ماذا أعمل؟ أنا أدعو لها ليلا ونهارا، ولا أريد أن يحاسبني ربي، ولا أريدها أن تغضب علي، ولا أريد أن أدخل النار.

السؤال الثاني:

أنا أعاني من مرض الانزلاق الغضروفي، حيث أن الغضروف لدي يضغط على العصب، وأعاني من آلام يمكن تحملها في ظهري، وأقوم بالعلاج التحفظي، وأريد أن أحمل، ولكني خائفة من تأثير الحمل على ظهري، فأنا بالكاد أستطيع القيام بأمور بيتي، وقد استشرت دكتورين عن حالتي، وقالوا بأن حالتي لا تعتبر خطرة، وأنه لا مشكلة إذا حملت، ولكني أرى بأن آلامي تزداد مع الوقت، فما توجيهكم لي بالنسبة لموضوع الحمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العلاج التحفظي بعيدا عن العمليات الجراحية يؤدي إلى الشفاء من الانزلاق الغضروفي لحوالي 90% من الحالات، وكثير من عمليات الانزلاق الغضروفي لا تؤدي الغرض من إجرائها، ويعود الألم كما كان، ويحدث ذلك على مستوى العالم حتى في الدول المتقدمة جراحيا مثل الولايات المتحدة وأوروبا.

ومن المهم تناول مقويات للدم، وعلاج نقص فيتامين ( د )، وهو الفيتامين المهم جدا لتقوية العظام عن طريق أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل، مع شرب كمية كافية من الحليب، وأخذ أقراص الكالسيوم، والنوم على فراش طبي صلب، أو على الأرض، والنوم العميق الكافي أثناء الليل، لأن الجسم أثناء النوم يفرز مواد مسكنة تسمى إندورفينز لها مفعول مسكن قوي أثناء النوم تعطي الإنسان الإحساس بالراحة في الصباح الباكر، وتناول مقويات للدم تحتوي على الحديد وعلى الفوليك أسيد.

ويمكنك لعلاج الألم عند الضرورة: تناول كبسولات Celebrex 200 mg صباحا ومساء، وقرصين muscadol ثلاث مرات يوميا لمدة 10 أيام، وأخذ حقن neurobion يوما بعد يوم في العضل لعلاج نقص فيتامين ب المركب، وتغذية الأعصاب، والتعود على الاستحمام بالماء الساخن؛ لأنه يعطي نشاطا وحيوية، مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والجلوس معتدلة الظهر دون تقوس أو اتكاء على المكاتب وفي المنزل، وعدم رفع أشياء ثقيلة، وبعد 6 شهور من العلاج التحفظي يمكنك عمل أشعة الرنين على الغضروف للتأكد من تطوره وشفائه واستقرار حالتك، مع العمل على إنقاص الوزن إذا كنت تعانين من زيادته، مما يؤهلك إلى القدرة على الحمل دون خوف من معاودة ألم الغضروف.

وفقك الله لما فيه الخير.
______________________________________

انتهت إجابة الدكتور/ عطية ابراهيم محمد -استشاري طب عام وجراحة وأطفال-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.


فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يرحم والدك ويشفى والدتك ويحقق لنا ولكم الآمال.

فقد أسعدتنا مشاعرك النبيلة تجاه الوالدة، ونبشرك بقول الله تعالى: (ربكم أعلم بما في نفوسكم، إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا)، وقد جاءت هذه الآية بعد آيات البر، والآية في من يؤدي ما عليه ويشعر بمثل مشاعرك، والله سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها، وهي كذلك في من يؤدي ما عليه ولا يرضى الوالد أو الوالدة،

والبر عبادة يطلب صاحبها رضوان الله والأجر من الله الكريم سبحانه، ولا شك أن وضع الوالدة يتطلب وجودها في المستشفى تحت رعاية الطبيبات، وهذا ما لا يمكن أن يتوفر في أي مكان، وإذا كنت تقومين بزيارتها دائما فأنت على خير، وسوف يعطيك الكريم حسب نيتك الطيبة.

وليس هناك مصلحة في إخراجها من المستشفى إذا كنتم لا تستطيعون السيطرة على الوضع، ومهما كانت الممرضة ماهرة فإنها لا تستطيع القيام بكل الأدوار التي يقوم بها المستشفى بكوادره والطبيبات.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تستفيدي من توجيهات طبيبنا المتألق المستشار الدكتور/ عطية، ونسأل الله أن يوفقه ويسددكم، ونشرف نحن في الموقع بخدمة أبنائنا وبناتنا.

ونكرر لك الشكر على الاهتمام بأمر الوالدة وصحتها، وهنيئا لكم البر، ورحم الله والدكم وأمواتنا وأموات المسلمين.









مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً