الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الزوجة الحامل التي تطلب الطلاق بسبب تدخلات أهلها

السؤال

أنا شاب -ولله الحمد- ملتزم، والكل يشيد بأخلاقي العالية وطيبتي، والله سبحانه أعطاني قدراً من الوسامة، فمن هنا بدأت مشكلتي، أعمامي يختلفون فيما بينهم مع أبي لأتزوج من إحدى بناتهم، وطاعة لأبي تزوجت من إحداهن من دون أن أراها، ودخلت عليها وإذا بها نافرة مني وتقول لي كلاماً لا يليق بأنها مجبرة علي، وأنه لا سامح الله أهلنا الذين زوجونا!

ومن هنا بدأت المشاكل التي لا تنتهي، إلى أن عدت من دوامي في ذلك اليوم ولم أجدها! ذهبت مع أخيها من دون علمي إلى أهلها، وأخذت أغراضها، وعندما اتصلت بعمي بدأ يكيل لي التهم الكاذبة، وبدأ يشتمني وأهلي.

وزوجتي الآن حامل في الشهر 6، وهي في بيت أهلها منذ 4 أشهر، وحاولت الصلح دون جدوى، وبدءوا يختلقون علي التهم، وينشرونها بين الأقرباء ليشوهوا صورتي، حتى دخلوا علي في منزلي، وبدءوا يبحثون عن أغراض للمرأة بزعم أنني أحاول أن ألجأ إلى السحرة لأسحرها، سامحهم الله.

والآن ماذا أفعل؟! لقد نفد صبري، وسكوتي السابق على هذه الأفعال هو بدافع أننا أهل، ولا يجوز أن نكون سخرية للناس، وهم الآن يهددونني بالمحاكم، وهم جادون بذلك، فماذا أفعل؟

أعينوني أرجوكم، هل أطلقها بعد ولادتها، أم ماذا أفعل؟!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام.
اطلعت على استشارتك، وأهنئك على أخلاقك الطبية.

أخي! أحسب أن سبب المشكلة هو تدخل الأهل فيها بصورةٍ غير إصلاحية، وعليه أرى أن أول خطوة تخطوها أن تحاول الاتصال بزوجتك، وتبذل كل المحاولات لإنجاح الاتصال بها، وتجلسا سوياً وتطرح معها كل المشاكل، وتطلب منها هي الحل، وانظر إلى وجهة نظرها وماذا تريد، وحاول أن تلبي مطلبها بقدر الإمكان عدا الطلاق، أقول ذلك –ابني- لأنك ربما يكون قد غاب عليك أمر مهم، وهو أن المرأة في أول حمل لها تكون في أسوأ أحوال، ولا تكره شيئاً مثلما تكره زوجها، وترفض الأكل والزينة، وتكون في حالة استفراغٍ دائم، وهذه من أصعب المراحل، وأفضل شيء أن تكون الزوجة مع أهلها قبل حصول المشاكل.

ولكن في حالة حصول هذه المشاكل يجب أن تلتقي بها، وتُطيّب خاطرها، وتحمل معك هدية، وقل لها: لا بأس أن تكوني مع أهلك حتى الوضع، فإن أفلحت هذه الخطوة فبها، وإلا فالجأ للخطوة التالية، وهي أنه لابد أن تدخل بعضاً من الأهل بينكما يسمعون منك ومنها، ويحاولون حل المشكلة، وأرى أن يكونوا من العقلاء الفاهمين والعالمين بمشاكل الحياة الزوجية، وإن شاء الله ستكون هذه الخطوة ناجحة؛ لأن الله حث على التحكيم.

وإن لم تجدِ هذه الخطوة -أخي- فيمكن أن تبتعد عنها، وأرسل لها مصاريفها وهداياها، واسأل عنها، وهكذا، حتى تضع حملها، وإن شاء الله بعد الوضع ستتحول تماماً، وستُحل المشكلة بسهولة؛ لأنها ستكون قد تجاوزت هذه الفترة العصيبة.

نسأل الله لكم التوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً