الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أواصل على عقار الهالدول لعلاج الهلوسة؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أصبت بمرض نفسي منذ أكثر من عشرين عاماً، وتابعت بالعلاج النفسي، والرقية الشرعية -والحمد لله- شفيت من المرض إلى حد ما.

بعدها تزوجت واستقرت حالتي النفسية، ورزقني الله بالذرية والحمد لله! ولكن قبل سبع سنوات حصل خلاف بيني وبين أحد الرؤساء في العمل، وأصبت بكثرة التفكير والهم، ونصحني أحد الإخوة بالذهاب إلى أحد المستشفيات؛ لأنه يوجد طبيب نفساني جيد!

وكانت هي المصيبة؛ حيث هذا الطبيب استعمل معي جميع الأدوية النفسية! وكلما قلت: له أحس بكذا وكذا، فإذا هو يعطيني -إضافة للعلاجات- أدوية نفسية أخرى؛ حتى أصبحت أكثر من نوع.

بعدها أصبت بالخمول، وحاولت أن أترك هذه الأدوية من غير علمه أو الرجوع إليه، بعدها أصبت بهلوسة شديدة في العمل! وأخذوني إلى طبيب الشركة، وصرف لي علاجاً نفسانياً، وهو (إبرة هالدول Haldol ) حجم الجرعة 50 ملغرام، وما زلت على هذه الحالة منذ - تقريباً - ست سنوات، وحالتي - ولله الحمد – مستقرة، لكن تقل الذاكرة والتركيز.

وقد استخدمتها حتى الآن مدة خمس سنوات تقريباً، كل شهر آخذ جرعة 50 ملغرام إبرة، ولكن من الملاحظ عند انتهاء مدة الشهر، وتأخري عن أخذ الجرعه الأخرى، ينتابني نوع من التبلد الحسي، وتنميلات في الوجه والعين والصداع الشديد!

فهل هذا بسبب إدماني على هذه الجرعة؟ وما نصيحتكم لي هل أواصل مدة من الزمن على هذه العلاج؟ هل لها تأثيرات جانبية عند استخدامي لها فترة طويلة من الزمن؟

ما هي نصائحكم في مثل هذه الحالة؟ وكيف التخلص من هذه الإبرة بالطريقة السليمة، أم أستمر عليها مدى الحياة؟

شاكراً ومقدراً لكم حسن تعاونكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المبدأ الأساسي في الطب النفسي هو: أن يُعطى المريض العلاج الصحيح وبالجرعة الصحيحة، وللمدة المطلوبة.

ولابد أن يكون هنالك تعاون وثيق بين المريض والطبيب، ولا ننصح مطلقاً بتعدد الأدوية؛ حيث إن هذه الأدوية إذا تعددت تسبب الملل للمريض، كما أنها ربما تتفاعل مع بعضها البعض مما يقلل من فعاليتها .

لا شك أن الهالدول من الأدوية الممتازة والفعالة لعلاج بعض الأمراض المعروفة لدى الأطباء النفسيين، وما دمت –أخي- قد شعرت بفائدة من هذا الدواء، ولا تعاني من أي نوع من الهلوسة في الوقت الحاضر، حيث إن ذلك بفضل الله أولاً ثم الدواء، فأرى عدم التوقف عن أخذ هذا الدواء، فربما تحدث لك انتكاسة مرضية، وهو الشيء لا نرغب فيه.

الآثار الجانبية للهالدول هي زيادة الوزن، وربما تنتج عنه في بعض الحالات بعض الحركات اللاإرادية، ولكن هذا لن يحدث لك بإذن الله؛ لأن جرعة الـ 50 مليجرام ليست بالجرعة الكبيرة.

إذا كنت تُصاب بنوعٍ من عدم التركيز كما ذكرت، فمن الممكن أن تكون الجرعة كل ثلاثة أسابيع بدل أربعة أسابيع.

هنالك -يا أخي- أدوية أخرى بنفس فعالية الهالدول، منها: العقار الذي يعرف باسم (Flunaxol) أو (رزبريدون Risperidone)، ولكنها لا تتميز بأي ميزةٍ أساسية إذا ما قارنّاها بالهالدول، فأرجو أن تستمر عليه، وبجانب العلاج الدوائي أرجو أن تعيش حياةً اجتماعية وأسرية طبيعية، وأن تتفاعل مع الآخرين، وأن لا تترك لأي أحد الفرصة بأن يعاملك كأنك مُعاق أو مريض، فهذا في حد ذاته يؤدي إلى بعض السلبيات، وظهور الأعراض المرضية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب KANA KANA

    CHOKRAN

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً