الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما مدى صحة الخلط بين هذه الأدوية وما مدى سلامتها على مرضى ضغط الدم؟

السؤال

السلام عليكم

أشكر القائمين على الموقع، وأتمنى لهم السداد والتوفيق، أما بعد:

أنا طالب في كلية الهندسة، عمري 19، كنت أعاني من رهاب اجتماعي وتلعثم مع بعض الأفكار الوسواسية؛ مما أدى إلى تدني مستوى دراستي، فذهبت لأحد الأطباء النفسيين المشهود لهم بالخبرة، وقد كتب لي بعد تجربة السبرالكس 10 مع كالمبيام 3 لمدة شهر، ولم يحدث تحسن قوي، فراجعته بعد شهر، فأضاف إليه زولفت بجرعة100 مع الاستمرار على الكالميبام لمدة شهرين آخرين.

الآن -يا دكتور- ما مدى صحة الخلط بين السبرالكس والزولفت لعلاج علتي؟ وهل يجوز تناول الكالميبام لمدة شهرين آخرين متواصلين؟ لأني قرأت من سيادتكم أنه يؤدي لتعود، وعندما سألت الطبيب قال: لا تخف، لن يحدث لك شيء.

بم تنصحني -يا دكتور-؟ وما مدى سلامة هذه الأدوية على مرضى ضغط الدم؟

في الختام -وكلي ثقة بك يا دكتور-: هل أبدأ بتناول الخطة العلاجية الجديدة حيث إنه قال: إنها ستكون فعالة بعض الشيء أم أستخدم الزولفت فقط حيث إنه أفضل في علاج حالات الرهاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى أن يُبلغنا رمضان جميعًا.

أيها الفاضل الكريم: قطعًا الطبيب الذي قام بفحصك هو في موقفٍ أفضل مني، لأن من رأى ليس كمن سمع، لكن هذا لا يمنع أن أُشارك ببعض الأفكار التي أسأل الله أن تكون مفيدة لك.

من حيث المبدأ: الخلط بين الأدوية خاصة إذا كانت من نفس الفصيلة، هذا قد لا يكون أمرًا مُحبذًا من الناحية الفنية، لكن لا أقول أنه ممنوع، في بعض الحالات قد نضطر لهذه المنهجية. الزولفت والسبرالكس كلاهما تقريبًا من نفس الفصيلة، وإن لم يكونا متطابقين تطابقًا كاملاً.

في حال الاضطرار وتناول دوائين من نفس الفصيلة يجب ألا نتعدَّى سقف الجرعات، ويجب أن نتأكد أن هذه الأدوية لا يوجد تفاعل سلبي فيما بينها.

السبرالكس دواء نقي، دواء سليم جدًّا، وتفاعلاته مع الأدوية الأخرى قليلة جدًّا، لذا لن يحدث -إن شاء الله تعالى- أي تفاعل سلبي ما بين السبرالكس وما بين الزولفت.

إذا حسبنا الجرعة من حيث التوازن أقول لك: إنها جرعة صحيحة، يعني كأنك تتناول عشرين مليجرامًا من السبرالكس، أو كأنك تتناول مائة وخمسين إلى مائتي مليجرام من الزولفت، وفي كلتا الحالتين الجرعة لم تتخطَّ سقف السلامة.

فأرجو أن تطمئن من هذه الناحية، لكن قطعًا إذا كنت على دواء واحد فهذا أفضل، وأنا أعتقد أن الزولفت بجرعة مائة مليجرام سيكون مفيدًا لك إذا سخَّرتَ وفعَّلتَ دفاعاتك النفسية الداخلية التي تُحقِّر وتُحطِّم هذه الوساوس، لا بد أن يكون لك الدافعية للعلاج السلوكي، واجعل العلاج الدوائي علاجًا مُساعدًا ومُساندًا وليس أساسيًا.

بالنسبة للعقار الآخر وهو الـ (كالميبام Calmipam): طبعًا هذا الدواء ينتمي لمجموعة الـ (بنزوديازبين Benzodiazepines) والأطباء لهم مناهج مختلفة حول التعامل مع هذه الأدوية، لكن الشيء المتفق عليه أنها يجب ألا تُستعمل لمدة طويلة، أو بجرعاتٍ كبيرةٍ، لأن التعود هنا سوف يأتي. أنا منهجي لا أعطي أكثر من ستة أسابيع، لكن أعرفُ من كبار الأطباء ومن هم أفضل مني ربما يُعطونها ويصفونها لمرضاهم لمدة طويلة.

المهم اتبع رأي طبيبك، والثلاثة أشهر ليست مدة طويلة، وإن أردت أن تُخفض إلى واحد ونصف مليجرام حتى نهاية الدورة العلاجية التي قررها لك الطبيب هذا قد يكون أفضل.

ويا أيها الفاضل الكريم: ممارسة الرياضة، تمارين الاسترخاء، هي بديل ممتاز جدًّا للأدوية خاصة التي هي من مجموعة الـ (بنزوديازبين Benzodiazepines) كالكبيام الذي تتناوله.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً