الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرت علي ظروف جعلتني أعيش حياة كئيبة، فكيف أخرج من تلك الحالة؟

السؤال

السلام عليكم
أنا فتاة أعاني من ضيق واكتئاب شديدين، وأشعر بأن قلبي يعتصر ألما وحزنا، ولا أستطيع أن أبتسم تكلفا، ولا أحب أن أشارك أحدا في شيء، وأحب أن أجلس وحدي ولفترات طويلة دون أن يصيبني الملل.

وسبب ما أعاني منه أنه حدثت بعض الظروف التي جعلتني كذلك، والآن أعاني من الاكتئاب الشديد، وأشعر بأني مختنقة لدرجة كبيرة، أسمع القرآن، ولكن لا أستطيع أن أمسك المصحف، وعندما أمسكه ينتابني ضيق شديد، وأتعب جدا لدرجة أنني يصيبني ارتخاء في الأعصاب.

حفظت من المصحف ما يقارب 15 جزءًا، وبعد فترة لم أستطع أن أكمل حفظي، والكل يعايرني لما وصلت إليه وخاصة أمي، وكل أموري متوقفة، فلهذا أنا متضايقة جدا، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ SALAM حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ومهما كنت حالة الكدر والانعزال التي تعيشينها، فإني أقول لك:
جزاك الله خيرًا على حفظك لخمسة عشر جزءا من القرآن الكريم، فهذا إنجاز عظيم -أيتها الفاضلة الكريمة-.

حالة الاكتئاب والانعزال والوحدة التي تفضلينها ربما تكون ناتجة من مشكلة معينة لم تتعاملي معها بالصورة المطلوبة، وعمومًا إن كان هنالك سبب فيجب أن تقومي بإزالته، وإن لم يكن هنالك سبب فأرجو أن تراجعي موقفك هذا، فالإنسان يجب ألا يقبل أي تصرُّفٍ أو أي شعورٍ أو أي فكرةٍ منه ما دامت ليست صحيحة وليست منطقية.

قفي مع نفسك، حاوري نفسك، واعلمي –أيتها الفاضلة الكريمة– أن الإنسان يمكن أن يتغيَّر، لا توجد مواقف دائمًا في حياة البشر.

ابدئي بدايات بسيطة، اجعلي أنشطتك داخل بيتك مع أسرتك، خذي بعض المبادرات مع أفراد أسرتك، كوني إنسانة إيجابية، شاركي في أعمال المنزل، ونحن الآن مُقدمون على شهر رمضان المبارك، وهذه فرصة عظيمة جدًّا للتواصل الاجتماعي، اذهبي إلى المساجد لصلاة التراويح، انخرطي في أي عملٍ من أعمال الخير، وأنت في فلسطين، لديكم فرصة عظيمة لمساعدة الضعفاء والانخراط في الأعمال الخيرية والاجتماعية.

إذا بدأت هذه البداية أعتقد أنك سوف تُخرجين نفسك من حالة الضيق والتوتر والعزلة.

أن يُفضِّل الإنسان أن يكون مع ذاته مُكبًّا عليها منفصلاً من العالم الخارجي، هذا نُشاهده في حالات الاكتئاب النفسي، فأقول لك: لا تحزني، لا تكتئبي، اتبعي ما ذكرته لك، وفي ذات الوقت إن تمكَّنت أن تذهبي إلى طبيبٍ نفسي فهذا أمرٌ جيد، وإن لم تتمكني أرجو أن تتناولي أحد مضادات الاكتئاب ومُحسِّنات المزاج، وعقار (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، وربما يكون تحت مسمَّى تجاري آخر في فلسطين، سيكون دواءً جيدًا وفاعلاً وسليمًا ونافعًا لك بإذنِ الله تعالى، فتناوليه بجرعة كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً