الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأعراض مختلفة والفحوصات سليمة، هل هو وسواس أم توتر أم ماذا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف الحال يا إخواني؟ إن شاء الله بخير.
أحببت أن أطرح عليكم مشكلتي: أنا إنسان موسوس درجة أولى! وعندي أكثر من مشكلة، عندي وسواس في أي شيء، يعني لو أكح؛ أقول: هذا مرض خطير، وأظل أوسوس، وطبعا قد صارت معي مشكلة قبل هذا منذ ثلاث سنوات تقريبا والتي هي وسواس المرض، وكان من قوة الوسواس يرتفع ضغطي لدرجة أني آخذ مغذيا.

كنت أحس بكهرباء من عند رجلي، ترتفع إلى رأسي، وكأنه شيء غريب، كنت أحس بدقات قلبي في كل جسمي، وأحس أني سأموت أو أنه جاءني سرطان -الله يكفينا شره- وكم مرض خبيث الله يبعد عنا شر الأمراض، والحمد لله أن المشكلة جلست معي حدود خمسة شهور، ولا يوجد مستشفى إلا وذهبت إليها، وعملت جميع التحاليل وكانت سليمة -ولله الحمد- وعملت تحليلا للغدد؛ لأني كان عندي جفاف في الحلق، والحمد لله طلعت سليمة، ورحت لشيخ يقرأ علي، والحمد لله تحسنت حالتي، وقال: هذا وسواس قهري. لدرجة أني ما كنت أمشي جيدا، أمشي عشرين مترا وأحس بكتمة، وكأن قلبي سيتوقف من قوة الخفقان الذي كان يجيئني، فاللهم لك الحمد فقد راحت المشكلة.

الآن عندي شبه المشكلة التي شرحتها لكم، منذ شهر وأنا أحس بخمول وكسل ونشفان في الحلق، ودقات قلبي زائدة، وظهرت حبة صغيرة بيضاء مكان اللوز، وذهبت للمستشفى وأول ما شعرت بالخمول قال لي الدكتور: هذا طبيعي. لكن كان الضغط مرتفعا عندي، وصرت كل يوم أروح للمستشفى بسبب الخمول والضغط، وبعد ثلاثة أيام انتبهت أن عندي حبة في مكان اللوز، فذهبت عند أخصائي أنف وأذن وحنجرة، ورأى الحبة وقال: هذا التهاب طبيعي. وأمرني أن أعمل تحليلا للدم فعملته، وتحليلا للحديد، والحمد لله كلها سليمة، الآن أحس بمثل الحبوب في لساني، وقال الدكتور: لسانك ما فيه أي شيء.

أحس الآن شيئا يتحرك في جسمي مثل القرصات الخفيفة في أنحاء جسمي تسبب حكة، وعندي ثلاث حبات صغيرة لونها أحمر، وأنا –والله- خائف من الأمراض الخبيثة -الله يكفينا شرها-.

أنا عملت علقة أول مرة وآخر مرة إن شاء الله، وتبت لله من نفس اليوم الذي فعلت فيه الشيء هذا، وأنا أفكر بالمرض لدرجة أني أسأل الدكتور أشياء، وقال لي: أنصحك أن تروح لأخصائي نفسي. وصرت أوسوس في كل شيء لدرجة أني صرت أكتب في قوقل أي أعراض أحس بها.

الحمد لله لا توجد حرارة، ولا توجد كحة ولا زكام، والحمد لله ما عندي ضغط، لكن قال الدكتور: كثرة التفكير والتوتر الزائد.

أعتذر على الإطالة، وأرجو أن تفيدوني هل هذا وسواس أو بسبب كثرة التفكير والقلق والتوتر؟

طولي 170، ووزني 63، وعمري 23، كنت مدخنا قبل أربعة شهور، وتركته ولله الحمد.

سؤال أخير: ما سبب قلة اللعاب مع أن الدكتور يقول: الغدد عندك إفرازها سليم. ولله الحمد، وأحيانا أحس بدوخة مع أني أحس أن كلها توهم، وأحس بنفضة بالأطراف.

أنا -الحمد لله- صاحب صلاة، وأقرأ القرآن اللهم لك الحمد.

دعواتكم لي بالشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: قلق المخاوف المرضية منتشر، ومرض السرطان مرضٌ سيئ، فأسأل الله العافية، وأسأل الله تعالى أن يحفظك من سيئ الأسقام. ويا أخِي الكريم: الإنسان يجب أن يكون لديه قناعة أن ما أخطأه لم يكن ليُصيبه، وما أصابه لم يكن ليُخطئه، فلا تضع فرضيات وسواسية، حطِّم هذه الفكرة، ارفض هذه الفكرة، قاوم هذه الفكرة، وتوكل على الله، وعليك بالدعاء، وعليك أن تعيش الحياة الصحية: أن تمارس الرياضة، أن يكون غذاؤك متوازنًا، أن تنام مبكرًا، وأن تذهب وتقابل طبيب الرعاية الصحية، مرة واحدة كل ستة أشهر من أجل إجراء الفحوصات العامة، هذا هو الذي تحتاج إليه وليس أكثر من ذلك.

ولصرف انتباهك عن هذا الذي أنت فيه، لا بد أن تستغلَّ وقتك بصورة صحيحة فيما هو نافع وفيما هو أفضل بالنسبة لك.

الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي خاصة الـ يعرف (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) وجد أنه مفيد جدًّا، وكما نصحك الأخ الطبيب أن تذهب إلى طبيب نفسي، إن تمكنت من هذا –أي ذهبت إلى الطبيب– فهذا أمرٌ جيد، وإن لم تتمكن السبرالكس بجرعة صغيرة أعتقد أنه سيكون جيدًا بالنسبة لك.

الجرعة هي أن تبدأ بخمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، تناولها ليلاً بانتظام لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة (عشرة مليجرام) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً