الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بقلق وخوف بعد إصابتي بحراراة وعقدة لمفاوية في الرقبة!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 18 سنة، في الفترة الأخيرة شعرت بارتفاع درجة حرارتي، فذهبت إلى المستشفى فأجروا لي فحص دم، فتبين أن هناك هبوطًا شديدًا في مستوى كريات الدم البيضاء، فنمت هناك 3 ليال، حيث تمت متابعتي واتضح في النهاية أن سبب ذلك هو دواء الاوبتلجين، والذي من عوارضه تقليل كريات الدم البيضاء.

أما الآن فقد انتفخت الغدة اللمفاوية في رقبتي، وقد قرأت عن ذلك الأمر عبر الانترنت، فصدمت لما قرأت؛ فقد قرأت أن هذه أعراض السرطان -عافانا الله وإياكم- ثم قرأت أيضًا أن هذه أحد عوارض الإصابة بالإيدز، رفقة الانخفاض الذي صاحبني بكريات الدم البيضاء -عافانا الله وإياكم-.

أنا الآن خائف جدًا، وقلق لدرجة كبيرة، حيث إنني لم أستطع النوم وبقيت أفكر وأفكر.

أرجو متابعتي والرد على مشكلتي، وأشكر كل من يسعى لطمأنة الناس، جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما يكتب عن الأورام والسرطان هي مواضيع طبية لا يمكن لغير الدراسين استيعابها، ولذلك لا ننصح بقراءة كلمة من هنا وكلمة من هناك، ثم نغرق أنفسنا تحت وطأة الحالة النفسية والمعلومات المنقوصة؛ لذلك لا ننصح بقراءة المعلومات الطبية العلمية بدون دراسة متعمقة.

والغدد الليمفاوية المتحولة إلى أورام لا توجد في مكان واحد، بل توجد في أماكن مختلفة في الجسم فوق وتحت السرة، مع ارتفاع حاد في كرات الدم البيضاء، وبالتحديد في العد النوعي لتلك الكرات، وهي الكرات الليمفاوية.

وكرات الدم البيضاء الطبيعية تتراوح ما بين 3 إلى 10 آلاف، وكل الأرقام بين تلك الأرقام تعتبر طبيعية، ولا يمكن الاعتماد على فحص صورة دم مرة واحدة، بل يجب إعادة الفحص بعد الشفاء من نزلات البرد سواء فيروسات أو البكتيريا.

والعقد أو الغدد الليمفاوية هي جزء هام جداً من جهاز مناعة الجسم، وتعمل على محاربة العدوى, وهي منتشرة في جميع أجزاء الجسم ومرتبطة مع بعضها البعض بأوعية ليمفاوية، وتقوم على سحب رشح الخلايا وما يحويه من جراثيم وبلازما، وتحتوي تلك الغدد على كرات الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة، وتهاجم الميكروبات، ويحدث تضخم في تلك الغدد نتيجة لذلك.

ومن المعروف أن حجم الغدد في الأصل صغير جدًا مثل حبة العدس أو أقل، وعندما تتضخم يكبر حجمها إلى مثل حبة الحمص أو الفول مثلا، والعقد أو الغدد الليمفاوية منتشرة في جميع أجزاء الجسم, فبعضها تحت الجلد مباشرة، والبعض الآخر في تجويف البطن.

والعدوى البكتيرية أو الفيروسات من أهم أسباب تضخم العقد الليمفاوية، وقد يصل حجم تلك الغدد إلى أقل أو أكثر من 1 سم أسفل الفك في الأطفال الأصحاء والشباب؛ بسبب تكرار التهاب الحلق واللوزتين، كذلك الحال في تضخم العقد الليمفاوية خلف الأذن؛ بسبب التهاب في الأذن، أو في فروة الرأس، وعند شفاء مصدر الالتهاب لا يرجع حجم الغدد الليمفاوية إلى الحجم الرئيسي الصغير، بل يقل حجمه فقط، ولا خوف منه على الإطلاق.

وليس لتلك الغدد علاقة بالأورام ولا بفيروس الإيدز الذي لا ينتقل إلى الإنسان إلا بنقل دم ملوث، أو بالاتصال الجنسي الشاذ مع مريض لديه المرض، وبدون ذلك لا يصاب الإنسان بالإيدز؛ لأنه ببساطة لم يصب بالفيروس المسبب له، ويمكنك عمل تحليل للأجسام المضادة للفيروس HIV antibodies للتأكد من ذلك.

ولا مانع من تناول مضاد حيوي واسع المدى مثل Klacid 500 mg مرتين يوميًا لمدة 10 أيام، مع تناول حبوب مثل celebrex 200 mg مرتين يوميًا لعلاج الالتهابات المحتملة، وقد يقل حجم الغدد الليمفاوية -إن شاء الله-.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً