الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بنوبات هلع وأشعر وكأن قطعة من اللحم عالقة بحلقي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

مؤخرًا وبعد عملت عدة تحاليل أصبحت تأتيني نوبات على شكل هلع، وأشعر وكأن قطعة من اللحم عالقة بحلقي لا يمكن ابتلاعها؛ مما يضيق تنفسي، وتبدأ بعض الرعشات في عضلة الفخذين، وأحيانًا في البطن.

عملت عدة تحاليل، وكلها سليمة، بعد ذلك ذهبت لأقوم بالرقية الشرعية، حيث قال لي الراقي أن عندي مساً، ولكن عندما كان يرقي كنت في وعي تام إلا من برودة الأطراف، وبعد حصتين قال بأن حالي تحسن، لكن ومع ذلك لا زالت نفس الأعراض، مع العلم أنني مواظب على أوقات الصلاة والذكر وتلاوة القرآن، -والحمد لله-.

المرجو منكم الإفادة جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي: أولاً أريدك أن تقتنع أن المسّ الذي أصابك قد انتهى، وأن الله قد أبطله تمامًا، ونحن الآن في موسم الخيرات، وفي موسم الطاعات، ومُقدمون على شهر فضيل، شهر العتق من النيران، شهر رمضان الكريم، فاحرص على طاعاتك وأذكارك، والرقية الشرعية، ولن يُصيبك مكروه أبدًا -بإذن اللهِ تعالى- واعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك وما أخطأك لم يكن ليُصيبك، والسحر أو المس قال الله عنه: {إنَّ الله سيُبطله إنَّ الله لا يُصلح عمل المفسدين}، {وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن اللهِ}، هذا من حيث المبدأ.

الأمر الثاني: أعراضك هذه يمكن أن نفسِّرها تفسيرًا نفسيًا، فهي نوبات هلع وهرع كما ذكرتَ، وقطعة اللحم التي تحسُّ بها عالقة في الحلق هي نوعٌ من الانقباضات العضلية الناتجة من القلق والتوتر، وهذه الحالة معروفة جدًّا، كما أن الارتعاش الذي تعاني منه أعتقد أنه قلقي، وليس أكثر من ذلك.

فيا أخِي الكريم، أنت أخذت بالعلاج القرآني وهذا أمرٌ جيد، وعليك أيضًا أن تُضيف له العلاج الطبي، تناول عقار مثل (دوجماتيل Dogmatil) أي (سولبيريد Sulipride) إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا، وسيكون مفيدًا جدًّا لك، والجرعة هي كبسولة واحدة (خمسون مليجرامًا) يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

ولا بد يا أخِي أن تحرص على ممارسة الرياضة؛ فالرياضة تزيل كل الشوائب النفسية، خاصة التي تنتج من القلق والتوترات، وما يُصيب الإنسان من توترات عضلية ونفسية جرَّاء ذلك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً