الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مات والدي فشعرت بأعراض مختلفة ولا أدري هل هو مرض نفسي أم جسدي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر لكم جميعاً هذا الموقع الرائع، نفع الله بكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، أعزب، طالب في الجامعة، ولا أعاني من أي مرض ولله الحمد، كانت حياتي جميلة وأعيش في سعادة، ولكنني قبل أربع سنوات فقدت والدتي -رحمها الله-، وقبل خمسة أشهر مات والدي -رحمه الله- بين يدي، ومن بعد هذا صرت أشعر بقلق وخوف ولكنني أقوم بتجاهله.

قبل شهرين من الآن أحسست بألم خفيف في البطن، وشعور بالبرد، وذهبت إلى المستشفى وقال لي الطبيب: إنها نزلة معوية. وأعطاني دواء، وبعدها ذهب الألم ولكن لا زال البرد والخوف، وغازات في البطن، وألم خلف الرأس موجودا، وذهبت لطبيب باطنية، وظل يسألني وقلت له عن حالتي، وعمل لي تحليل فقر دم وسكر تراكمي، وتحليل براز، وكانت التحاليل سليمة، وكان هناك مخاط في البراز ولون البراز أصفر، وقال لي الدكتور: إنها غالباً أعراض قولون عصبي، وأنت متوتر بزيادة. وصرف لي دوسوباتلين وفاسيجين وجاسيك، وخلال أسبوع ذهبت الأعراض إلا البرد والخوف فمستمران.

الآن أصبح لدي قلق وخوف وأشعر بالبرد، وعندما أقوم بتغطية جسمي أتعرق كثيرا وأشعر بالحرارة، وألم خلف الرأس، وصداع، وكثرة تبول، وينتابني حالات من الأرق لدرجة أني عندما أنام أستيقظ وأنا خائف ومتعرق، وكلما قرأت موضوعا عن القلق أو الاكتئاب أو القولون؛ أشعر بالأعراض هذه كأنها لدي، مع ضيق في التنفس، وكأني سوف أسقط وأنا واقف، وقرأت بعضاً منها في هذا الموقع، وتغيبت عن الجامعة لمدة شهرين، ولا أريد أن أخرج إلا قليلا من المنزل للضرورة.

أصبحت أفكر أن لدي مرضا لا أعرفه، أو أتوهم أن لدي أمراضا عندما أقرأ أعراضها أشك بأنها تنطبق علي. فهل هذا مرض نفسي أم جسدي؟ وإذا كان نفسيا فلا أريد الأدوية النفسية؛ لأنني قرأت عنها أن لها أضرارا جانبية، وأنا -ولله الحمد- مؤمن بما كتبه الله لي، وأحافظ على الصلاة والأذكار وقراءة القرآن وأدعو الله أن يزيل عني هذا الهم ولكن هذه الأفكار تراودني بشكل يومي ولا أدري ما الحل؟

أرجو أن أجد عندكم الحل، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله الرحمة والمغفرة لوالديك.

أيها الفاضل الكريم: اعلم أنك بعد وفاة والدك –عليه رحمة الله– قطعًا عليك مسؤوليات، أولاً يجب أن تبرَّ مَن كان يُبِرِّهم والدك، ويجب أن تتحمل مسؤوليات تجاه نفسك وتجاه أسرتك.

وأقول لك بالنسبة لحالتك: أنت لا تحتاج لأدوية نفسية، لأنه في الأصل ليس لديك مرض حقيقي، لكن لديك ظاهرة نفسية، لديك قلق المخاوف الذي أدى إلى أعراض القولون العصبي وكذلك بقية الأعراض التي تحسُّ بها.

علاجك يتمثل في التجاهل التام للأعراض، تنظيم الوقت، وإدارته بصورة صحيحة، ممارسة الرياضة بصورة مُكثَّفة، وأن تشغل نفسك فيما هو مفيد، وألا تُكثر التردد على الأطباء، وأن تجعل لحياتك هدفا، وأن تضع الآليات والوسائل والمُدخلات التي توصلك إلى أهدافك هذه إن شاءَ الله تعالى.

أعجبني محافظتك على الصلاة، والأذكار، وقراءة القرآن، أسأل الله تعالى أن يتقبل منك، وأن يزيدك في هذا.

وختامًا: خلاصة الأمر أن حالتك نفسوجسدية، ومن النوع البسيط كما ذكرتُ لك. أرجو أن تتبع ما ذكرته لك، وأنت لست في حاجة لدواء نفسي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً