الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقلع عن العادة السرية ثم أعود لها مجدداً، ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم

حاولت أن أقلع عن العادة السرية، ولكني أعود لها مجدداً، كما أحس بضعف إيماني، فقد قل اهتمامي بالصلاة والسنن والصيام، وكل أعمال الخير، وأيضاً تدنى تحصيلي الدراسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

- كم تأثرنا ونحن نقرأ رسالتك خاصة ضعف صلاتك وقلة اهتمامك بالسنن والنوافل، وتدني مستواك التعليمي، وهذا أمر يجب أن تتوقف عنده كثيرا، فأنت يا أخي الفاضل يبدو عليك الالتزام، وحبك لله ورسوله، ولا يبدو على رسالتك أنك سيء الخلق، ولا يبدو عليها أنك بعيد عن الله، بل يبدو أنك قريب من ربك، فكيف تقع فيما وقع فيه الجهلاء؟!

أنت إنسان مثقف ومتعلم، ويبدو عليك صلاح الحال، فلا تبتعد -يا أخي- عن تدينك ولا تنصرف عن طريق أهل الخير والصلاح، فإن البعد عنهم بلية عظيمة.

- اعلم أن التغيير قائم، وأنت بعد توفيق الله يمكنك تحقيقه، المهم الهمة والعزيمة، وتذكر أنت في مرحلة الشباب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله: شاب نشأ في عبادة الله، فالله الله في نفسك، لا يفوتك هذا الخير، واحذر أن يزرع الشيطان فيك اليأس، نعم قد عصيت ربك، وجعلته من غير قصد أهون الناظرين إليك، وهو القادر أن ينكل بك أو يسومك سوء العذاب، لكنك من ظاهر رسالتك نادمٌ، وهذا لابد له من توبة والله يقبلها -يا عبد الله-، باب التوبة مفتوح، فلا تظن بربك ظن سوء، فالله كريم غفور رحيم، وهو القائل: {‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} أي: يا عبادي الذين أكثروا على أنفسهم من الخطايا والذنوب لا تيأسوا من رحمة الله، ( إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) أي: إنه يغفر الذنوب جميعاً عظمت أم صغرت، كثرت أم قلت، بل زاد فضل الله وكرمه حين يبدل السيئات والموبقات إلى حسنات كريمات فاضلات، قال الله جل وعلا: {إِلَا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.

- ينبغي أن تعلم -أخي الحبيب- أن الشهوة لا تموت بالعادة السرية، بل تزيد اشتعالاً بها، وإننا ندعوك أن تدخل على موقعنا لتقرأ عن أضرارها وإدمانها، وكيف أن البعض ممن أدمن عليها وجد صعوبة بالغة بعد الزواج ولم يستطع أن يتكيف مع زوجه.

رابعًا: حتى تستطيع التغلب عليها ننصحك بما يلي:

- الإقناع الذاتي بأنك تقدر، فما لم يتم الاقتناع الداخلي فإن العلاج سيكون ناقصًا غير كامل.

- زيادة التدين عن طريق الصلاة (الفرائض والنوافل) والأذكار، وصلاة الليل، وكثرة التذلل لله -عز وجل- واعلم أن الشهوة لا تقوى إلا في غياب المحافظة على الصلاة، قال الله: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات} فكل من اتبع الشهوة يعلم قطعًا أنه ابتعد عن الصلاة كما ينبغي، وبالعكس كل من اتبع الصلاة وحافظ عليها وأدّاها كما أمره الله أعانه الله على شهوته.

- اجتهد في الإكثار من الصيام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

- ابتعد عن الفراغ عن طريق شغل كل أوقاتك بالعلم أو المذاكرة، أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة، المهم أن لا تسلم نفسك للفراغ مطلقًا، وأن تتجنب البقاء وحدك فترات طويلة.

- ابتعد عن كل المثيرات التي تثيرك، واعلم أن المثيرات سواء البصرية عن طريق الأفلام أو السماعية عن طريق المحادثات أو أياً من تلك الوسائل لا تطفئ الشهوة، بل تزيدها سعارًا.

- ننصحك باختيار الأصدقاء بعناية تامة؛ فإن المرء قوي بإخوانه ضعيف بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية، فاجتهد في التعرف على إخوة صالحين، واجتهد أن تقضي معهم أوقاتًا أكثر في الطاعة والعبادة والعمل المجتمعي.

- تجنب -أخي الحبيب- أن تجلس وحدك مطلقًا، ولا تذهب إلى حاسوبك إلا والباب مفتوح تمامًا، ولا تخلد إلى النوم إلا وأنت مرهق تمامًا.

- القراءة في أضرار العادة السرية على الصحة والبدن، وتجد هنا روابط تفيدك بذلك:
أضرار العادة السرية: (2404 - 38582428424312 - 260343)، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119)، وحكمها الشرعي: (469- 261023 - 24312).

- كثرة الدعاء أن يصرف الله عنك الشر، وأن يقوي إيمانك، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل مكروه والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا اسامه الفقي

    جزاكم الله كل خر

  • المغرب رجاء

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً