الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في الأمومة وتخيلات ذلك جرفتني إلى ممارسة العادة السرية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أولاً: أحب أن أوضح مشكلة أساسية هي التي جعلتني فيما أنا فيه الآن، من قلق وجهل، وخوف من شيء مجهول بالنسبة إلي، وهو أن والدتي لم تهتم مطلقا بإخباري عن أي معلومات تخص الفتاة، مثل غشاء البكارة أو المهبل أو أي شيء، حتى فترة قريبة جداً لم أكن أعلم شيئا عن الأعضاء التناسلية للفتاة، وأنا أشعر بخجل شديد في أن أسأل أو أن أعرف عن تلك الأمور.

مشكلتي بدأت منذ أكثر من عام، حيث أنني كأي فتاة بدأت أشعرت بإحساس الأمومة، والحب الشديد للأطفال، ثم تطور الوضع تدريجيا حتى بدأ يثير انتباهي للغاية أية سيدة حامل، أو قصة ولادة، فبدأت تدريجيا أضع وسادة أو ما شابه للتظاهر بالحمل، ثم تطور الأمر لتبدأ إثارتي لأي مشهد عادي لولادة في فيلم أو غيره، فبدأت تدريجياً أصطنع ألم الولادة، ثم أصبح الأمر بمثابة إدمان، حتى أتخيل الدمية طفلاً ولد للتو، أقبلها وأداعبها!

أما مشكلتي الأساسية فتكمن فيما يحدث الآن، وهو أنه بمجرد رؤية أو قراءة أمر له علاقة بالحمل أو الولادة، أشعر بإحساس غريب بالقرب من البظر -مع العلم أنني لا أعرف ما هذا، ولأول مرة أعرف اسمه، لكنني اضطررت للبحث عن الأسماء حتى أصف ما يحدث في تلك المنطقة العلوية عامة، بالقرب من الشفرة-، أشعر برغبة في أن أضع وسادة أو ما شابه، وأجسد معاناة الولادة بالكامل، حتى أشعر برغبة قوية، وشعور غير مؤلم، لكنني أشعر وكأن تسحب مني الرغبة، مع الرغبة في ضم القدمين بقوة، بعدها أشعر بأنني تخلصت من تلك الرغبة، والغريب أنني بعد ذلك أشعر بنفور تام من تكرار ذلك، وهكذا.

ثم بالمصادفة دخلت أحد المواقع للاستفسار حول الدورة الشهرية، فذهلت من تلك المواضيع التي لم أكن أعلم بها، فقرأت في أحد الموضوعات عن وجود الشهوة الجنسية، وكانت أول مرة أعلم بذلك، مع العلم أنني لم أكن أعلم أي شيء عن هذا الموضوع، فهل تعتبر تلك شهوة جنسية؟ وإن كانت، فكيف أشعر بها وأنا لا أعلم أي شيء عنها مطلقا؟

ثانيا: بوصفي ذلك هل تأذيت من ممارسة تلك العادة بأي شكل؟ مع العلم أنني في الفترة الأخيرة بدأت أشعر بآلام في المبيض.

وأيضاً صعقت مؤخرا عندما قرأت أن هنالك غشاة يسمى البكارة، يقيس عذرية الفتاة، فهل كان لتلك العادة تأثير عليه؟ هل يمكن أن يكون تأذى، لأن هذه الجزئية بالتحديد أفزعتني، وجعلت حياتى جحيما، وكيف يمكنني التخلص من تلك العادة؟

وقد لاحظت وجود إفرازات مهبلية تزيد بعد ذهاب تلك الرغبة، أعتذر جدا على الإطالة، لكن لم يكن لي حيلة سوى السؤال عن تلك المشكلة لجهلي وخجلي، وأيضاً لأنني لم أجد أي مواضيع حول تلك الرغبة، وهذا الشعور، وأؤكد أنه ليس لدي أية رغبات جنسية مطلقا، هو فقط حب شديد في أن أشعر بالأمومة، وأعتذر مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Yoyo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم -يا ابنتي- إن ما ينتابك من شعور, وما تقومين بفعله, هو عبارة عن تفريغ لشهوة أو رغبة جنسية، ورغم أنه من الطبيعي أن توجد مثل هذه الرغبة عند الفتاة، لكن ليس من الطبيعي أن تكون متأججة بهذا الشكل, فهي رغبة هاجعة أو كامنة، ويسهل تطويعها والسيطرة عليها، لكن إن قامت الفتاة بتأجيج وتغذية هذه الرغبة بطريقة ما, كمشاهدة الأفلام الخليعة, أو سماع الأغاني الماجنة, أو التخيلات والأفكار الجنسية، أو غير ذلك من الطرق، فإن هذه الرغبة لن تبقى كامنة, بل ستصبح متيقظة ومتأججة وستحتل مساحة كبيرة من ذهن الفتاة ومن أفكارها في كل الأوقات.

وبالنسبة لك فأنت تستخدمين أحداث الحمل والولادة كطريقة لإثارة هذه الرغبة وإيقاظها, وبالطبع أنت غير مدركة لما يجول في خاطرك، ولا لمداخل الشيطان في هذه الحالات، فهو الذي يجعلك تنظرين للأمر على أنه مجرد مشاعر أمومة فطرية وطبيعية، وهذا صحىح فيما لو كانت مثل هذه المشاعر والتخيلات تقودك إلى اهتمامات مفيدة, مثل زيادة معلوماتك واطلاعك في شأن الحمل والولادة، بطريقة علمية, أو قراءة كتب عن تطور الطفل وكيفية تربيته, لكن هذه الأفكار لا تقودك إلى ذلك, بل تقودك إلى تخيل المنطقة التناسلية، أي أن المشاعر الأساسية التي بدأت بريئة، قد تم تحريفها وتحويلها إلى رغبة جنسية، تقومين بتفريغها عن طريق ممارسات ضارة ومحرمة.

إذا باختصار -يا ابنتي-: أنت تحولين مشاعر الأمومة الفطرية والراقية والتي توجد عند أغلب النساء إلى مشاعر إثارة وتهيج تقودك إلى ممارسة العادة السرية، وبالطبع كل هذا يحدث من دون قصد منك، بل وتستغربين حدوثه, فانتبهي لذلك, لأن كل ما يؤدي في النهاية إلى حدوث تقلصات في العضلات حول فتحة الفرج, ويؤدي إلى الشعور بالمتعة والرضا، يعتبر ممارسة للعادة السرية, أي قد تختلف المثيرات وتختلف الطرق -الاحتكاك بالوسادة أو بأي شيء آخر, ضم الساقين بقوة, تسليط الماء على الفرج، وغير ذلك من الطرق-، لكن يبقى الأمر في نهاية المطاف واحداً، لذلك انتبهي -يا ابنتي- فقبل الآن كنت معذورة, لكن لا عذر لك بعد الآن.

إن ممارسة العادة السرية ستؤدي مع الوقت إلى حدوث تغيرات في الفرج, وقد تسبب حدوث الاحتقان في أوعية الحوض, وهو ما قد يكون سببا في حدوث الألم في البطن والحوض.

بالنسبة لسؤالك عن غشاء البكارة: فإن الغشاء عندك سيكون سليما ولم يتأذ -بإذن الله تعالى-، لأن طريقة الممارسة عندك هي طريقة خارجية, ولم تقومي بإدخال شيء إلى جوف المهبل -والحمد لله- فاطمئني من هذه الناحية.

ولمساعدتك في التخلص من هذه الممارسة القبيحة أقول لك: عندما تبدأ التخيلات والأفكار بشأن الحمل والولادة تراودك, انهضي بسرعة من مكانك، وقومي بتغيير هذا المكان, وأشغلي نفسك بأي عمل تحبينه؛ وهنا ستلاحظين بأن هذه الأفكار قد تلاشت وذهبت عن ذهنك، وحينها لن تتمادي في تضخيمها وتحوليها إلى تخيلات وإثارة جنسية, والنجاح في مرة سيقودك حتما إلى نجاحات متكررة، إلى أن يتشكل عندك فعل أو منعكس لاإرادي هو الذي يجعلك تقومين من مكانك تلقائيا, وتنشغلين بشيء آخر, كلما راودتك مثل هذه الأفكار.

نسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر مايا

    سيدتى كثرت فى رسالتك كلمة لا اعلم لا ادرى لا اعرف كيف لاتعلمى كل هذه الاشياء وانتابك هذا الاحساس الفظيع ومن من الفتيات لاتعرف غشاء البكارة اذا كنتى بالفعل لاتعلمى كل هذا لما شعرتى او عرفتى بمعنى احساس الولادة والامومة انتى مبالغة جدا فى رسالتك لانك اذا كنتى لاتعلمى بمثل هذه الاشبياء لما شعرتى بهذه الاحاسيس المبالغ فيها .
    نصيحتى اليكى سيدتى :-
    لاتحاولى اظهار شىء كاتم داخلك فى رسائلك لان الكلام دليل على معرفتك بكل شىء وليس هناك فتاة لا تعلم معنى او وجود غشاءؤ البكارة فكيف علمتى بالحمل والولادة وكيفبية الانجاب والعادة السرية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً