الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد ترك العادة السرية أُصبت بالوساوس والاكتئاب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر كل من يساهم في هذا الموقع المفيد، وجزاكم الله كل خير.

أنا طالب في الصف الثاني ثانوي، والحمد لله أطلع الأول كل سنة، ومجتهد جدًا في دراستي، بدأت حالتي منذ رمضان الماضي، مع العلم أني كنت أمارس العادة السرية، وأشاهد المواقع الإباحية، وفي رمضان الماضي أُصبت بالوسواس القهري في كل شيء.

قررت أن أتوقف عن ممارسة هذه العادة السيئة، والحمد لله لم أمارسها منذ ذلك اليوم، أي لم أمارسها منذ حوالي سنة، ولكن من هنا بدأت معي كل الأمراض النفسية، فأُصبت بوسواس الطهارة والشك في العقيدة الدينية، وسب الذات الإلهية -والعياذ بالله-، ولكني -الحمد لله- تغلبت على هذا، ولم يعد يأتيني هذا الوسواس، ولكني الآن أُصبت بالاكتئاب.

عندما أفكر بأني سوف أدخل كلية كبيرة مثل الطب تأتيني أفكار بأني فاشل، ولن أستطيع تحقيق شيء، حتى تطور الموضوع الآن، فأنا أحب القراءة والاطلاع، ولكني الآن عندما أقرأ جملًا لا أفهم معناها بسرعة، فأحتاج لقراءتها أكثر من مرة، وأيضًا عندما يحدثني شخص لا أفهمه بسرعة، ودائمًا أنا مهموم، وأفكر ماذا أفعل؟

مع العلم أني مصاب بحساسية الجيوب الأنفية، والتي سببت لي الصداع المزمن، فصرت أشك هل هذه الحساسية تسبب نقص الأكسجين؛ وبالتالي التأثير على الدماغ بالسلب، وسألت الطبيب، فقال لي: إن الحساسية ليس لها علاقه بنقص الأكسجين الداخلي للجسم.

أرجو منكم أن تساعدوني؛ لأني لا أريد الذهاب لدكتور نفسي، ولكن إذا نصحتموني بالذهاب، فسوف أذهب.

أرجو تشخيص حالتي، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على كلماتك الطيبة بخصوص ما نُقدّمه في هذا الموقع، ونسأل الله العزيز الكريم أن يوفقنا إلى ما فيه الخير للجميع.

أيهَا الابنُ الكريم، ما زلتَ في مقتبل العمر، وأحسبُ أنك في نهاية الثانوية العامة، أي أنك في فترة المراهقة، وهي فترة حسَّاسة وحرجة، وفيها فوَرَان عاطفي، وتنازع عند الشخص بين التطلع إلى المستقبل والتفكير فيه، وبين البقاء في فترة الطفولة، وما يُصاحبها من حماية أُسريَّة، والحمد لله، أنت تغلّبت على كثير من الأشياء التي حدثت لك في هذه الفترة الحرجة -كما ذكرتَ-؛ من مشاهدةٍ للمواقع الإباحية، والحمد لله أنك تركتها منذ ما يُقاربُ العام، وتغلبت على الوساوس الفكرية التي كانت تتردد عليك، فهذا يدلُّ على أنها كانت فترة مؤقتة، وأن شخصيتك –الحمد لله– شخصية قوية وسويَّة.

ما تعاني منه الآن –يا بُنيَّ– هو مخاوف وسواسية وقلق على المستقبل، وهذا شغِلت به في هذه المرحلة، فلا تجعله يُؤثِّر عليك ويُصيبك ببعض الأشياء التي ذكرتها، ومنها: قلة التركيز.

هوِّن عليك، ومارس الرياضة، فالرياضة مهمَّة جدًا في مثل سِنِّك، خاصة رياضة المشي، ورتِّب وقتك، واجعل لك أصدقاء خيِّرين لتتحدَّث معهم، وتغذَّ تغذية طيبة، ونَم مبكرًا.

إذا وجدت أن هذه الأشياء أتتْ أُكلها، فالحمد لله، أما إذا زادتْ هذه الأفكار الاكتئابية والأعراض الاكتئابية، مثل: الإحساس بالفشل وعدم التركيز، وتطورتْ إلى صعوبة في المطالعة والاستمرار في الدراسة، فأنا فعلاً أنصحك باللجوء إلى طبيبٍ نفسي لفحصك، والاستماع إليك، ومن ثمَّ إعطائك العلاج الصحيح.

وفقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً