الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعري يتساقط منذ سن البلوغ!!

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 27 عاما، عانيت من تساقط شعري منذ سن البلوغ حتى أصبحت لدي فراغات كثيرة في الأمام، أخذت أدوية (المينوكسيدين)، وإبر بيبانتين، ولكن لم يطلب مني أي طبيب إجراء التحاليل، وبقي سبب التساقط غير معروف.

ومنذ ثلاث سنوات عاد التساقط؛ فقمت بإجراء التحاليل، وتبين أن لدي نقصاً في الحديد، فتناولت أدوية الحديد أكثر من سنة تقريبا، فتوقف التساقط، ولكن لم أحصل على أي فائدة.

توقفت التساقط بعد 7 أشهر؛ لأن نسبة الحديد ظهرت جيدة، ثم عاد التساقط مرة أخرى، فقمت بإعادة التحليل، وظهر أن لدي نقصاً في الحديد، مع العلم أنني ما زلت إلى الآن أضع المينوكسيدين.

وأيضا أجريت تحاليل للهرمونات، وليست هناك أي مشاكل بالهرمونات، ولكنني غير متأكدة ولا أعرف ماذا أفعل! أصبحت حالتي سيئة جدا، وسمعت بعلاج الميزو ثيرابي، وأيضا أشعة راديو فريكن ثيرابي، لا أعرف إذا كانت مفيدة لي! وحتى الآن لا أعرف سبب التساقط الذي حدث لدي.

انتقلت منذ فترة للعيش في بلد جديد، والطب هنا ليس جيداً, أرجو منكم المساعدة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دورة حياة الشعر تكوّن في ثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen)، ومرحلة الكمون ال (Catagen)، ومرحلة السقوط الـ (Telogen)، والنسبة الأكبر من الشعر في فروة الرأس تكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات الجراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق.

أنصحك بزيارة طبيب الأمراض الجلدية؛ لفحص الشعر، وتقييم صحتك العامة وخلوك من أي مشكلات أو أمراض تؤدي إلى تساقط الشعر، ولطلب الفحوصات والإجراءات اللازمة، ونقص الحديد والأنيميا من الأسباب المهمة لتساقط الشعر، ويجب علاج تلك المشكلة بشكل فعال مع المتابعة الطبية، والتأكد من عدم وجود أسباب أخرى، النوع المذكور سابقاً هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـTelogen Effluvium وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف ذلك النوع عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها، ولكن لابد من تدارك المشكلة التي أدت إلى التساقط وعلاجها، وفي العادة يقف التساقط بعد علاج سبب حدوثه بثلاثة إلى ستة أشهر.

وقد ذكرت كذلك وجود فراغات بفروة الرأس فلذا يجب التأكد من عدم إصابتك بالصلع الوراثي، وهو عادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل: Dermoscope ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكراً إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل الذي تستعملينه بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن العلاج، ويجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للسيدات 2% بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكدي من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى وطرق علاجية جديدة مثل تلك التي ذكرتيها بالاستشارة ويمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج، ولكن بعد تشخيص الحالة بدقة وتدارك الأسباب الرئيسية للتساقط الذي تعانين منه.

أتمنى لك التوفيق والسعادة، وحفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً