الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من مرض الضغط .. الواقع والوهم

السؤال



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور/ محمد عبد العليم.

نشكركم على هذا الموقع الذي يهم المسلم في دينه ودنياه.

أما استشارتي فهي تتعلق بالخوف من المرض ( ضغط الدم )، فأنا دائم الخوف من هذا المرض، وما إن يحصل أي شيء، حتى أفسره على أنه علامة في ارتفاع ضغط الدم.

ولم يأت الخوف تلقائياً، فمشكلتي - عافاكم الله - هي أنني عندما أذهب إلى الدكتور، أو لقياس ضغط الدم، أشعر بالخوف والقلق، وزيادة ضربات قلبي، وعند القياس يكون ضغط الدم مرتفعاً، وكان بداية ذلك قبل 3 سنوات، حيث كان 140/90.

وبعد ذلك رأيت جهاز قياس ضغط الدم الرقمي، فمع خوفي كان يظهر نتائج مرتفعة جداً! فيزداد خوفي، وعند قياسي في الجهاز العادي أجده 160/100وقبلها كان 160/80.

وبدأت آخذ أقراص الإسبرين؛ خوفاً من حدوث جلطة! والآن حياتي جحيم! فماذا أفعل؟ هل أعالج هذا الارتفاع، أم أصبر؟ خاصة أني لا أريد أن أتعود على أدوية ضغط الدم في هذا السن، كما أني لدي وسواس في كثير من الأمور.

وشكراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رضوان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.

أولاً: الخوف من المرض لا يُعالج إلا بالتوكل، وإن كنا نعرف أن هنالك بعض الأشخاص الذين لديهم الاستعداد للقلق أكثر من غيرهم، وربما تكون أنت واحد منهم.

والقلق والمخاوف المرضية قد تؤدي أيضاً إلى ارتفاعٍ في ضغط الدم، وهذا ما يُعرف بضغط الدم العصبي.

الشيء الأساسي يا أخي هو أن تقوم بإجراء تمارين استرخاء متواصلة، فهذا سوف يقلل من نوبات القلق والتوتر التي تعاني منها.

ثانياً: لابد لك من أن تتناول بعض الأدوية المضادة للقلق والتوتر، ومن أبسط هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم موتيفال Motival، وجرعته هي حبة صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم يمكن أن تنقصها إلى حبةٍ واحدة لمدة شهرين آخرين.

الشيء الأهم يا أخي إذا تأكدت أنك تُعاني فعلاً من ضغط الدم -الذي هو مرض منتشر ومعروف- فهذا يمكن علاجه بكل سهولة، وأرجو أن لا تتخذ موقفاً سلبياً من العلاج، وقد أزعجني جداً ما ذكرته أنك لا تريد أن تتناول علاجاً لضغط الدم، فإذا ثبت عندك هذا المرض فيجب أن تتعالج؛ لأنه ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله، وحتى من الناحية الشرعية ربما يصل طلب العلاج إلى مرحلة الفرضية والوجوب إذا كان الإنسان يُعاني من مرضٍ يمكن علاجه عن طريق الأطباء، وهذه من نعم الله علينا، وأرجو أن تأخذ بذلك يا أخي.

أقول لك ذلك؛ لأن تجاهل ارتفاع ضغط الدم ربما يؤثر على بعض الأعضاء الهامة في الجسم، مثل القلب والكلى، خاصةً إذا أُهمل العلاج.

أما تناولك للإسبرين، فهذا شيءٌ حسن وجميل، ولكن الأساس هو أن يُعالج الضغط إذا وُجد، وعليه أرجو بعد أن تأخذ الأدوية المضادة للقلق، وتمارس تمارين الاسترخاء، وتراجع طبيبك مرةً أخرى، والذي أثق تماماً أنه سيقوم بقياس ضغط الدم عدة مرات، حتى يتأكد أنك تعاني من ارتفاع ضغط الدم من عدمه، كما أن هنالك بعض الفحوصات الروتينية التي يجريها الأطباء، ومنها معرفة نسبة الدهنيات في الدم، وكذلك وظائف الكلى، وقوة الدم.

أرجو يا أخي أن تعرف أن الأمر أبسط مما تتصور، ولا تلق بنفسك إلى التهلكة.

أرى أن درجة الوساوس التي تعاني منها هي درجة بسيطة، وتناول الأدوية المضادة للقلق سوف يساعد كثيراً في اختفائها.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً