الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطراب ثنائي القطب وتعبت من الأدوية!!

السؤال

السلام عليكم.

أستخدم الأدوية النفسية منذ 13 سنة، حيث تم تشخيص حالتي باضطراب وجداني ثنائي القطبية، وأريد أن أتوقف عن استعمالها، فأنا تعبت من الأدوية التي أضاعت مستقبلي، وتسببت في انفصالي، أرجو أن تساعدوني في حل مشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الاضطرابات النفسية الشائعة، وكثيرة الحدوث، وتتفاوت خطورتها من شخصٍ لآخر، ومعروف أنها تحصل في شكل نوبات، أو انتكاسات، تأتي نوبة من المرض يعقبها اختفاء للأعراض، وتحسُّن في حالة المريض، ويمكن أن يعيش حياته بصورة طبيعية، ولكن قد تحدث انتكاسات أو نوبات، أي رجوع الأعراض مرة أخرى، وتلعب أحداث الحياة المختلفة من موت قريبٍ، أو إخفاق في الامتحانات، أو السفر أو الزواج أو الولادة، تلعب دورًا كبيرًا في حدوث هذه الانتكاسات.

بعض هذه الأحداث – كما ذكرتُ – يمكن الوقاية منها والترتيب لها، ولكن كثيرا منها لا يمكن التحكُّمِ فيها، والأدوية التي عادةً تُستعمل في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هي ما يعرف بموازنات المزاج، وتلعب دورًا محوريًا في علاج حالات الاضطراب ثنائي القطبية، والوقاية منه في نفس الوقت، وقد قمتُ بنفسي بمتابعة وعلاج الكثير من المرضى الذين يعانون من مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وتحسَّنت حالتهم بصورة طبيعية، وعاشوا حياتهم، وكانوا بارزون في أعمالهم وحياتهم الأسرية، وقد تزوَّج الكثير منهم وأنجبوا. فهوِّني على نفسك، ولا تقنطي من رحمة الله.

للأسف أنا شخصيًا لا أستطيع أن أصف لك دواءً معيّنًا لعلاج حالتك، لأن عادةً مرض الاضطراب الوجداني يتطلب متابعة مباشرة مع الطبيب النفسي، ومعرفة دقيقة بتفاصيل عن النوبات، وما يُحيطك من مشاكل في حياتك، ومن ثمَّ يمكنه وصف العلاج الملائم لك، لأن هناك كميَّةً من الأدوية، ينبغي معرفة كيف استعمالها وكيف الاستمرار عليها.

وإن كنت غير سعيدة بالعناية التي تتلقينها الآن، فإنني أنصحك بالذهاب إلى طبيبٍ نفسي آخر.

وفقك الله وأعانك، وألبسك ثوب الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً