الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتحسر على نفسي بسبب خوفي من الناس وعدم تحقيق أهدافي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقيقة لا أعلم من أين أبدأ، أعاني معاناة شديدة في حياتي، أعاني من كسل وخمول شديدين، ومع ذلك قلة نوم، وأحيانًا انعدامه، والمؤكد هو عدم الشعور بأني نمت من الأساس أشعر أني أواصل اليوم الذي قبله.

أعاني من الخوف والجبن من الناس بشكل يجعلني أتحسر على نفسي، لم أحقق أي شيء في حياتي، أعمل قرابة 14 عامًا، ولم أكتسب أي خبرة، أنا سطحي جدًا، لا أحب القراءة منذ صغري، والآن حقيقة لا أفهم ما أقرأ فعلاً.

ليس عندي شعور حقيقي بما حولي، أصبحت عصبيًا لا أكتسب أي خبرة، للأسف أنا غبي، وكل من حولي لا يقيمون لي وزنًا، أو اعتبارا ومن يفعل فإنه من باب العطف والشفقة.

أقراني ممن يعملون في نفس المهنة لا وجه للمقارنة تمامًا بيني وبينهم، لا يوجد أي شيء يسعدني، مارست العادة السيئة كثيرًا جدًا بشكل غبي، وسنوات طوال أحاول تركها.

شخصيتي ضعيفة جدًا، أقلد الآخرين فقط، فقدت الإحساس بمن حولي، كانت نشأتي لا تنبأ بذلك، نفسي لوامة جدًا، مشتت دائمًا لا أعرف ما أريد، لا أعرف أن أتعامل مع الناس، وبجانب ذلك عديم التركيز بشكل مستفز، دائم النسيان بشهادة من حولي، فاقد القدرة على تحمل المسئولية تمامًا، لا يوجد لدي أي إيجابيات، انعدام وزن، دائم التوتر، لا أعرف ماذا أفعل؟

توجهت في السابق لأطباء، ولكني أستمر على الدواء، وعندما أتحسن مزاجيًا أترك الدواء، وأظن أني حللت مشاكلي، ولكنها في الحقيقة باقية، وللأسف الآن ما بين تكرار الدواء مرة أخرى (سيروكسات) و(تيبونينا)، وفي الحقيقة لا التزم به أبدًا؛ لأن المسألة أكبر من ذلك بكثير، كسل خمول، غباء شديد، عدم التعلم، نسيان رهيب، جبن، كره العمل!

هذا أنا للأسف، ماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: الذي أراه أنك تزرع الشعور الإحباطي في ذاتك، وذلك من خلال تقييمها تقييمًا سلبيًا وخاطئًا، هذه من أخطر المناهج النفسية التي يمكن أن ينتهجها الإنسان، وهو عدم تقدير الذات.

إذًا أنت محتاج لوقفة حقيقية صارمة مع نفسك، ويجب أن تُقيّم نفسك تقييمًا صحيحًا، لا تظلمها فيما يخصُّ مصادر ونقاط القوة، وفي ذات الوقت انظر إلى سلبياتك بشيءٍ من الحكمة، وهذا يُتيح لك الفرصة لتنمِّي الإيجابيات وتُقلل من السلبيات.

إذًا إعادة فهم الذات وتقييمها، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: أن تسعى لتطوير ذاتك، ويا أخِي الكريم: احكم على نفسك من خلال أفعالك وليس من خلال مشاعرك المُحبطة هذه، الأدوية ليست علاجًا أساسيًا في حالتك، إنما التغيير الفكري على الأسس التي ذكرناها لك هو الشيء المهم.

وهنالك أشياء إذا قمت بها سوف تجعلك تُدرك بأن نفسك أفضل مما تتصور:
• أن تُشارك الناس في مناسباتهم الاجتماعية، الأفراح والأتراح مثلاً.

• أن تزور المرضى في المستشفيات.

• أن تمشي في الجنائز.

• أن تصلي مع الجماعة.

• أن تصل رحمك وأن تكون بارًا بوالدين، وأن تُساهم مساهمات معقولة جدًّا في تطوير أسرتك.

هذه أشياء عملية موجودة في حياتنا، مَن يُمارسها سوف يحسُّ بقيمته، لا أطلب منك أكثر من ذلك – أخِي الكريم – كن حريصًا على الذي ذكرته لك، وسوف تجد أن الأمور قد بدأت نحو التوجُّه الإيجابي.

• الرياضة مهمة جدًّا لإزالة الخمول.

• رفع الهمَّة من خلال الاستشعار بالمسؤوليات الشخصية على الإنسان، هذا أيضًا يساعدك كثيرًا ويُحسِّنُ من تركيزك، ويعطيك مفاهيم إيجابية عن نفسك.

أخي الكريم: أنت مهندس، وأسأل الله تعالى أن يزيدك في ذلك، طوّر نفسك، واسع لأن تكتسب خبرات أكبر ودرجات أعلى، وهذا يجعلك -إن شاء الله تعالى- تحسُّ بقيمتك الذاتية.

عليك بالرفقة الطيبة؛ لأن الإنسان يحتاج للنماذج الصادقة والجميلة وذات الهمَّة في حياته لتأخذ بيده.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً