الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من السرحان والأوهام والتحدث مع نفسي، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة السرحان لفترة طويلة قد تزيد عن 3 ساعات، وعدم القدرة على الدراسة لفترة تزيد عن ساعة، حتى فترة الامتحانات. كما أنني أدخل في صراع داخلي بتخيلات وأوهام مستحيلة الحدوث وغير واقعية، ولا أستطيع دفعها أو التخلص منها، مع العلم أن هذه الحالة لا تأتيني إلا وقت الدراسة فقط، وفي هذه الحالة مستعدة أن أظل أمشي بنفس الغرفة ساعتين وثلاث ساعات متواصلات دون أن أشعر بالتعب، وأعيش في عالم آخر بعيدا عن عالمي السيء المليء بالمشاكل مع والدي المتعصب القاسي.

أريد أن أتخلص من مشكلة التحدث مع نفسي والأوهام التي تجيئني في وقت الدراسة فقط، ودائما أشعر بعدم الثقة بنفسي وبالإحباط، ومستحيل أن أحقق أي حلم بحياتي، كما أنني أعاني من مشكلة صحية منذ صغري وأخجل من التحدث عنها، أرجو أن تفيدوني.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك: التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر، والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي نستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.

أما موضوع حديث النفس إلى النفس فهو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات، يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما. وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف أو الحل المناسب للمشكلة وفقاً لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك نقول: أنه استخدم عقله بطريقة صحيحة. فالعقل نعمة من نعم الله علينا نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا، والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة، فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور، فإذا كان الأمر كذلك يكون حديث النفس له فائدة. أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط؛ لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.

أما موضوع الثقة بالنفس فربما تكون شخصيتك من النوع الحساس، وأنك تفكرين دائماً في رأي الآخرين عنك، كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك وللآخرين يحتاج إلى تعديل؛ لكي تتصرفي بصورة طبيعية، والمعيار الأساسي لتقييم السلوك هو ما جاء به الكتاب والسنة، وفي الحديث الشريف عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم.

فعليك -أختي الكريمة- تجاهل مثل هذه الأفكار تماما في أي صورة عرضت لك، وعلى أي وجه أتتك، ويمكن اتباع الإرشادات التالية فربما تفيدك في التخلص من المشكلة:
1- التجاهل والتحقير، وعدم الاستجابة للفكرة الوسواسية وعدم التحاور معها.

2- الانشغال بموضوعات فيها مصالح وفوائد في حياتك الدنيوية والأخروية.

3- تجنبي الجلوس لوحدك بل خالطي الناس وشاركيهم في حديثهم ومناسباتهم.

4- تحملي الضيق أو القلق الناتج عن عدم الاستجابة للفكرة لفتراتٍ زمنية أطول فهذا يؤدي إلى ضعفها وتلاشيها إن شاء الله.

5- مارسي تمارين الاسترخاء العضلي والتنفس العميق؛ لإزالة أو تخفيف التوتر أو القلق الناتج عن ذلك. وتجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

6- التمسي للوالد العذر إذا غضب عليك، وحاولي إرضاءه، واعلمي أنه يريد لك الخير، ولا يرضى لك السوء، وإذا أطعته تتملكين قلبه -إن شاء الله- ويفتح لك الله خيراً كثيراً، فربما يكون ذلك من الامتحانات والابتلاءات، فلابد من الصبر عليها، ولك الجزاء إن شاء الله.

نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويزيل همك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً