الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا تغيّر الجيل الجديد في الطول وبنية الجسم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا تغيّر الجيل الجديد بشكل كبير بالنسبة للطول والشكل وبنية الجسم؟

قال لي مدرس يدرّس منذ أكثر من 30 سنة في الثانوية: أكاد أصاب بالجنون عندما أتخيل شكل الأولاد في الماضي والحاضر! هل سبب ذلك الأطعمة غير الصحية؟ فالآن كل بيت فيه طعام غير صحي ووجبات سريعة ومشروبات غازية.

قال لي شخص كبير جدًا في السن، عمره تقريبًا 92 عامًا، قال: في الماضي كان الشخص عندما يبلغ سن العاشرة يظهر لديه الشعر في وجهه، ويكون طويل القامة، وبنيته كبنية الشخص الذي عمره ثلاثون سنة الآن، ويقول: كنا لا نعرف الأمراض، ولا نعرف زيادة الوزن أو السمنة!

الخلاصة: لماذا أصبح الجيل هكذا؟ وما دور الأطعمة في ذلك؟ وكيف سيكون حال الجيل القادم بعد سنوات؟ وأخاف أن أتزوج ويأتيني أولاد عندما يكونون في سن العشرين، يبدون وكأنهم أطفال!!

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما لا شك فيه أن طول القامة والقوة البدنية تناقصت على مدار العصور، وأن الخلق في البداية كانوا طوال القامة، ويعمّرون مئات السنين، قال الله –تعالى-: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت:14]، وقال تعالى في صفات قوم عاد الذين جاؤوا بعد الطوفان، قال سبحانه: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ -أي: الريح- سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة]، تخيّل منظر الرجل وهو مثل جذع النخل، كم هو طويل!!

من المعروف أن سيدنا آدم -عليه السلام- كان عمره 1000 سنة، وطوله 28 متراً تقريباً، وأن الناس المعاصرين، مثل: أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، عمر الشخص 65 سنة، وطوله المتوسط على مستوى العالم 1.62 متر، ولا يمكن إهمال الارتباط بين طول العمر وطول الجسم، وكونهما مرتبطين، وفي الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أعمار أمتي بين الستين والسبعين، وقليل منهم من يتجاوز ذلك)، صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

مما لا شك فيه أيضًا أن تناول الأطعمة المحفوظة والمقليات والوجبات السريعة له دور كبير في التأثير السلبي على النمو؛ مما يؤدي إلى نقص الكثير من العناصر الغذائية وإلى السمنة وفقر الدم في آن واحد، وأكثر ما يتأثر هو الوزن، ولكني أختلف معك في مسألة الطول، حيث إن الطول صفة وراثية يتحكم فيها جينات أو كروموسومات، وفي الغالب فإن متوسط طول الذكر يساوي متوسط حاصل قسمة طول الوالدين مضافًا إليه 13، ومتوسط طول الفتيات يساوي متوسط حاصل قسمة طول الوالدين مطروحًا منه 13، إلا أننا نجد طفرات في كلا الحالتين، نجد شبابًا طوال القامة لآباء قصار نسبيًا، ونجد شبابًا قصارًا لآباء متوسطي الطول، وكذلك الحال بالنسبة للفتيات.

خلاصة القول: فإن التعرض لأشعة الشمس المباشرة (ليس الحارقة بطبيعة الأمر)، وتناول الغذاء الصحي، والبعد عن الوجبات السريعة ووجبات المطاعم، وممارسة الحركة والرياضة، وتناول الخضروات والفواكه والحبوب؛ يساعد على التخلص من السمنة وفقر الدم، ويساعد في تنمية وتقوية الذاكرة.

كذلك فإن الإقلال من مشاهدة التلفاز والإنترنت، والعودة إلى القراءة والاطلاع والدراسة دون الاستخدام المفرط للآلة الحاسبة يساعد الأطفال على تنمية المهارات الرياضية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً