الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أملك الثقة لأختلط بالناس .. انصحوني!

السؤال

مشكلتي هي أنني غير اجتماعية، ولا أملك الثقة لاختلط بالناس، بالرغم أن شخصيتي قوية نوعًا ما، لكنني أتأثر كثيرًا بالأخبار والأفلام، وهذا ما جعل شخصيتي متزعزعة، لا أعلم ماهية شخصيتي؟

كما أنني لا ألتزم بالوقت والصلاة، وأمنيتي هي تحقيق النجاح في الدنيا والآخرة، كما أنني لا أعتبر نفسي جميلة، كرهت نفسي، وكرهت حياتي، حاولت أن أغير من نفسي، لكنني لا أستطيع، أعتقد لو كنت جميلة لكنت واثقة، ربما هذا سبب ما جعلني أختبئ من الناس.

أريد أن أغير من شخصيتي، حاولت مرارًا وتكرارًا، ولكنني فشلت، لا أدرى هل هو الكسل، أم أنني كرهت البيت بكل ما فيه، ولا أستطيع القيام بشيء مفيد؟

كما أن معدلي الجامعي ضعيف جدًا، وأشعر بإحباط شديد؛ لأنني ضيعت سنواتي الدراسية من غير إنجاز، كنت أتمنى أن أفتخر بنفسي وتفتخر أمي بي، وأنا دائمة التفكير بالناس ورأيهم فيّ لأنني دائمًا ما أسبب لنفسي إحراجات.

ساعدوني لعلي أجد الحل هنا، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة أولاً: لا بد أن تعلمي أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمدي الله على نعمة العقل فهي أعظم النعم، فالأمر قد يهون ويسهل إذا كانت المشكلة فقط هي مظهر الوجه.

والشيء الطبيعي أن يتمنى الشخص أفضل وأحسن الصفات في وجهه، ومعيار الجمال شيء نسبي ما يراه البعض جميلاً قد يراه البعض الآخر غير ذلك، وليس هناك إنسان كامل الأوصاف إلا من اصطفاهم الله تبارك وتعالى، وإذا خير الإنسان في خلقه لاختار أجمل وأفضل الصفات، والرضا بما أراده الله درجة من درجات الإيمان.

أختنا الكريمة: هل مظهر الوجه هو المعيار والمقياس لشخصيتك، أم أن هناك العديد من الصفات غير مرئية هي التي تعبر عن شخصيتك؟ أين العقل؟ أين الأخلاق؟ أين التدين؟ أين الثقافة والمعرفة؟ وأين وأين؟

الذي نريده منك هو أن تفكري في الجوهر، وليس المظهر فالمظهر قابل للتغيير، ولكن يبقى الجوهر كما هو، فالمولى عزَ وجلَ ينظر إلى قلوبنا لا إلى صورنا وأشكالنا فالمعيار الحقيقي هو التقوى.

فلماذا الخوف ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟! فكل الناس لهم محاسن ولهم عيوب والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين، فحاولي تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيري المقياس أو المعيار الذي تقيمين به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة؛ فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات، فالمظهر الخارجي والوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الأمور الدنيوية ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس أو نخاف منهم.

لذلك نذكرك بمواجهة المواقف والنظر في عيون الآخرين؛ لأنك لم تفعلي شيئًا فاضحًا حتى تنطوي وتستحي، فالأمر لا يستحق هذا التصور الكبير الذي يمنعك من ممارسة حياتك بصورة طبيعية.

ويمكن للشخص أن يتميز بصفات أخرى تكون جاذبة للآخرين وتحببهم فيه ففكري في ما يمكن اكتشافه في شخصيتك؛ ستجدين -إن شاء الله- الكثير من القدرات والإمكانيات والمهارات التي تزيد من ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك، وتغير اتجاهات ومفهوم الآخرين عنك.

فنوصيك بالانتظام في الصلاة والإكثار من فعل الطاعات، وتجنب المنكرات فهذه هي التي تقربك إلى المولى عزَ وجلَ، وإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس وسيتحقق مقصدك بإذن الله تعالى.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً