الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من دوار في الرأس وضيق في التنفس والتهاب في المثانة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 17 سنة، كنت ولا زلت أعاني من البدانة المفرطة، حتى وصل مؤشر كتلة جسمي 50 BMI، وقبل سبعة أشهر، قمت بعملية تكميم، أو قص المعدة، و-بحمد الله- فقدت حوالي 48٪ من الوزن الزائد، وذلك بسبب أنني قبل شهرين، تعشيت ونمت مباشرة، وكنت في تلك الفترة شبه منقطعة عن شرب الماء، فذهبت إلى المدرسة صباحا، وفي الطابور شعرت بدوار في رأسي، وتخدير وتنميل في جسمي، وضيق في التنفس، وأغمى علي.

المشكلة أنني بعد هذا الإغماء صار رأسي يدور كلما وقفت، وتصبح الرؤية شبه معدومة، شديدة البياض كنور الفلاش، وأحس بطنين في أذني فلا أسمع شيئا، وتختفي الحالة بعد ثوان، لكنها تضايقني جدا، وأشعر بضيق في التنفس، وكأن هناك شيئا على صدري، فأشرب كميات كبيرة من الماء، لكن دون جدوى، مع العلم أنني أستخدم بروزاك حبة واحدة في اليوم، وأحياناً أهمله، فهل له تأثير؟

كذلك أعاني من التهاب مزمن في المثانة، منذ سبع سنوات، وهو مستمر حتى الآن، وكان في السابق يضايقني كثيرا، ويسبب لي ألما شديدا كل ثلاثة أشهر تقريبا، واستمر بعد ذلك لمدة يومين تقريبا أشعر فيهما بألم خفيف في بطني، ولكنه توقف الآن، لكن عند كل تحليل يخبرني الطبيب بوجود بكتيريا في البول.

وصف لي علاج Nitrofurantoin لمدة ثلاثة شهور قبل النوم، -وللأسف- لم ألتزم به، ثم توقع أنه ورم، فوصف لي عمل منظار للمثانة، لكن -والحمد لله- لم يظهر شيء، فوصف لي علاجا لمدة ستة أشهر.

المشكلة أن العلاج يسبب لي غثيانا، ولا أشعر بالراحة حتى أستفرغ، مع أنني أستخدم علاجا غيره والوضع عادي، فما الحل؟ وهل هناك بديل له؟ مع العلم أنني كنت أعاني من التبول الليلي اللاإرادي -والحمد لله- أصبح أقل بعد عملية التكميم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hadeel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن عملية تكميم المعدة تساعد كثيرا في التخلص من الوزن الزائد، وفي علاج السمنة، ولكن لها بعض المضاعفات ومنها النقص في أملاح الجسم من البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم، وبقية العناصر الغذائية الضرورية لضبط عناصر وسوائل الجسم المختلفة، ولإجراء كل العمليات الحيوية الضرورية في الجسم.

ولذلك من المهم فحص صورة دم CBC وفحص فيتامين (د) وفحص وظائف الغدة الدرقية وفحص فيتامين B12، الذي ينقص كثيرا بعد تكميم المعدة؛ لأن المادة التي تساعد في امتصاصه تفرز من المعدة التي تم قصها، ولذلك يحدث نقص شديد في فيتامين B12، وهو الفيتامين المهم للدم وللأعصاب، ويمكنك بناء على نتيجة التحاليل تناول العلاج المناسب من المقويات.

مع ضرورة مضغ الطعام جيدا قبل البلع، وتناول الغذاء الصحي المفيد، مثل اللحم المفروم والأسماك؛ للحصول على البروتين الحيواني، وشرب الماء بكميات قليلة ولكن متكررة، وقياس الضغط بشكل منتظم كل عدة أيام، وفي حال وجود هبوط في الضغط يمكنك تناول بعض المخللات والأجبان المالحة؛ لضبط ضغط الدم، والاستمرار على تناول حبوب بروزاك لما لها من تأثير إيجابي في الصحة النفسية، ولعلاج الاكتئاب المصاحب لتلك الحالة، مع الحرص على الخروج في نزهة، والخروج للمشي، حيث أن المشي يساعد كثيرا في تحسن الحالة النفسية والمزاجية المضطربة.

مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة في السيرة وفي كتب التنمية البشرية، ومشاهدة فيديوهات خبراء التنمية البشرية مثل الدكتور إبراهيم الفقي -عليه رحمة الله- والدكتور احمد عمارة -بارك الله فيه-.

وفقك الله لما فيه الخير.
--------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. عطية إبراهيم محمد - استشاري طب عام وجراحة وأطفال-،
وتليها إجابة: د. أحمد محمود عبدالباري -استشاري جراحة المسالك البولية-.
--------------------------------------------------
عادة ما تكون التهابات المسالك البولية المزمنة بسبب عيوب في المسالك البولية، أو ضعف في المناعة، أو أن الميكروب عنيف، فلا بد من عمل موجات صوتية على البطن والحوض؛ للتأكد من أن المسالك البولية سليمة -لا يوجد تضخم أو حصوات بالكلى-، لا بد من التأكد من عدم وجود التهاب مهبلي، مما يدل على ضعف مناعة المهبل، وقد يسبب انتشار الالتهاب من المهبل للمسالك البولية، وإذا وجد التهاب مهبلي لا بد من علاجه.

أما بالنسبة لعنف الميكروب فلا بد من عمل مزرعة بول، وتناول المضاد الحيوي المناسب طبقا للمزرعة، وإذا لم يظهر الميكروب فقد يكون ذلك بسبب أن الميكروب الموجود هو الميكروب المسبب للدرن، وبالتالي لا بد من عمل التحليل المناسب للدرن، وإذا وجد الدرن فلا بد من علاجه لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.

ويمكن تناول تطعيم ضد الايكولاي، وهو أحد الميكروبات سالبة الجرام، وهو عبارة عن كبسولة يوروفاكسوم يوميا لمدة ثلاثة أشهر، وقد يكون تكرر التهاب المسالك البولية بسبب ارتجاع البول من المثانة للكلى، وهذا يظهر بعمل أشعة صاعدة بالصبغة من مجرى البول، وإذا تبين وجود ارتجاع للبول يمكن علاجه عن طريق المنظار، وبما أن الالتهاب يتكرر فيمكن تناول مضاد حيوي بسيط، مثل السبترين قرصا واحدا يوميا بصفة مستمرة؛ حتى لا يتكرر الالتهاب.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً