الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي أصيب بالوسواس القهري بعد خطوبته، فهل ستتحسن حالته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي عمره 26 عاما، تم عقد قرانه منذ شهر تقريبا، ومنذ خطوبته وحتى الآن وهو في حال يرثى لها، بدأ معه الأمر منذ أول يوم للعقد، يقول بأنه وضع عيوباً في شكل خطيبته، وأنه متضايق من ذلك، على الرغم من أنها فتاة جميلة.

أخذ يفكر كثيرا، وشعر بضغط شديد، وبدأت عليه علامات الانهيار، وحاول الانتحار مرة، هدأ قليلا ورجع لخطيبته شبه طبيعي، ولكن الأفكار لم تتوقف وأخذت تتوالى عليه لدرجة كبيرة، فأصبح يلوم الله، ويسب الأنبياء والصالحين، وأفكار وصور يقول بأنها خبيثة وقبيحة عن الله -جل جلاله- وأهل البيت، لا أستطيع البوح أو التحدث عنها، وهذه الأفكار تضايقه كثيرا، لدرجة أنه يريد أن يموت من كثرة تضايقه منها؛ أخذناه لاستشاري نفسي وقال: إنه يعاني من وسواس قهري، ووصف له حبوباً وأدوية، وكما هو معروف تبدأ مفعول هذه الأدوية من أسبوعين وأكثر، وهو في اليوم الثاني من تناولها، واسم الدواء هو (سيبرلاكس 10 ملجم) ويجب عليه أن يتناول نصف حبة صباحا لمدة 4 أيام، ثم يزيد الجرعة فتصبح حبة واحدة، وأيضاً وصف له الطبيب حبوباً أخرى للنوم، ومهدئاً لا أعلم ما اسمها.

اليوم زادت حالته، فأصبح لا ينام، ولا يجلس، وفي تحرك مستمر، ويستغفر ويتعوذ من الشيطان، ويهز رأسه، ويغمض عينه بقوة؛ محاولة لطرد هذه الأفكار، عجز الجميع في تهدئته، والجميع في توتر وخوف عليه، نعيش حالة نفسية مدمرة معه، والدتي وإخواني بدؤوا يتعبون وينهارون، ويكلمونه أحيانا بحدة بأن يترك هذه الأوهام والأفكار، يقول بأنه يحاول ولكن لا يستطيع، يقول هناك صور متوالية مطبوعة بعقله، صور خبيثة وقبيحة عن الله والأنبياء، وبأنه سجد للشيطان واتبع خطواته، وأن الله لن يغفر له، وسوف أموت قريبا، وعذابي في النار خالداً فيها، وأنه مطرود من رحمة الله.

يستذكر ذنوباً اقترفها من قبل، وأن الله يعاقبه بها الآن، ولن يسامحه أبدا، وأن الخطوبة هي السبب، وكان يجب عليه الانفصال، وأنه فضح نفسه، ويفكر بكلام الناس ومن حوله.

كيف نتصرف معه؟ ما هي الإرشادات التي تنصحونا بالتعامل معه فيها؟ وهل العلاج سيطول معه؟ وهل ستتحسن حالته عند أخذه للدواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على رسالتك عن معاناة أخيك، ونسأل الله له الشفاء.
أخوك -إن شاء الله- سوف يتحسن، وواضح أنه يعاني من أعراض وسواس قهري شديدة، مع أعراض اكتئاب نفسي.

إنني أرى الآن أهم شيء صحته، ويجب أن نحاول أن لا تتكلموا معه عن الخطوبة ومآلاتها؛ حتى تتحسن حالته النفسية، وهو -إن شاء الله- سوف يستجيب للعلاج، ولكن هذا يحتاج للوقت، وكما ذكرت فالأدوية تحتاج إلى أسبوعين ليبدأ مفعولها، و4 إلى 6 أسابيع لزوال غالبية الأعراض.

والشيء المهم الذي يجب أن يفهمه إخوانه أن هذه الأفكار تأتي رغما عنه، ولذلك لا يستطيع التخلص منها وهذا ما يزيد في عذابه، ولذلك طلب إخوانه أن يتركها حتما يزيد من معاناته، وعليهم أن يتوقفوا عن هذا، وإلا فيجب دعمه نفسيا، حتى ولو استدعى ذلك إدخاله المستشفى لفترة من الوقت، مع إعطائه حبوباً مهدئة حتى يبدأ (السبراليكس) في العمل، ولكن مع العلاج والدعم النفسي -إن شاء الله- سوف تتحسن حالته، وفقكم الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ِاحمد

    اطمئنى يااخت فاطمة فهذة الافكار اقتحاميه وتطظرة لفعل ذلك ولكن مع العلاج والالتزام به سوف تتحسن حالته ان شاء الله أسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفية هو وكل مرضى المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً