الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الأرق، وبعد الاستيقاظ أشعر بخمول وإجهاد لأقل جهد! ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، عمري 28 عامًا، لائق بدنيًا، متزوج، عندي صعوبة في الدخول للنوم، وعندما أستلقي للنوم يبدأ التفكير، ويكون المخ مشغولًا بأفكار ليس لها معنى، وأيضًا الصوت البسيط يؤثر عليّ، ويصعّب عليّ الدخول في النوم، ولكن –الحمد لله- عندما أدخل في النوم فإني أرقد.

أيضًا عندما أستيقظ أحس بخمول وإحباط وكره للدوام، وأصاب بالتعب والإجهاد لأقل مجهود أفعله، وعند مقابلة مسؤول أو المدير أتردد كثيرًا للدخول عليه، وعند التحدث يأتيني شعورُ بلعِ الريق كل لحظة، حتى عند الإنصات!

باختصار: الحالة هي صعوبة الدخول في النوم، والخمول، والإجهاد، والتردد، وبلع الريق.

أرجو من حضراتكم وصف العلاج المناسب البسيط والمؤقت، والذي لا يسبب إدمانًا؛ لأنني –والحمد لله- لديّ مميزات بين أصدقائي، أرى أني مؤثر بينهم.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غانم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي، حالتك بسيطة جدًّا، وكل الذي تعاني منه هو قلق، الدورة النومية لها مراحل، والذي تعاني منه هو ما يُعرف بالأرق الأولي أو الأرق المبكر، وهذا نشاهده لدى الأشخاص الذين لديهم نوعٍ من القلق النفسي البسيط، والحمد لله تعالى من الواضح جدًّا أنك لا تعاني من أي اكتئاب نفسي، حيث إن الاكتئاب هو أيضًا من مسببات القلق.

أعتقد –أخِي الكريم– أن العلاج هو ألا تقلق، أن تكون إيجابيًا، وأن تُحسِّن صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري، الاسترخاء قبل النوم، والإعداد للنوم بصورة صحيحة، والنوم المبكر، تجنب المنبهات في فترة المساء على الأقل ست ساعات قبل النوم، لا تتناول أيًّا من محتويات الكافيين من الأشربة والأطعمة، والحرص على أذكار النوم، وتطبيق تمارين الاسترخاء، والتمارين الرياضية يجب أن تكون مُكثَّفة، وتكون مبكرة، أي أن التمارين الرياضية الليلية قد تزيد من السهر لدى الإنسان.

شعورك البسيط بالخمول في الصباح وعدم انشراح الصدر: هذا لا أعتبره اكتئابًا، هذا أيضًا قلقي من وجهة نظري، وربما يكون الإجهاد من صعوبة النوم قد ساهم فيه.

الرياضة يجب أن تكون جزءًا أصيلاً في حياتك -أيها الفاضل الكريم-.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأنا أعتقد أنك تحتاج لمضادات القلق ذات الطابع المساعد على النوم. هنالك عقار قديم جدًّا يعرف تجاريًا باسم (تربتزول Tryptizol)، ويسمى علميًا باسم (امتربتلين Amtriptyline)، هو في المقام الأول مضاد للاكتئاب، لكنه حين يُعطى بجرعات صغيرة يزيل القلق ويُحسِّن النوم، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

الدواء البديل (للتربتزول)، هو عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، هذا الدواء قد لا يُساعد في النوم بصفة مباشرة، لكنه من خلال التحكُّم في القلق يجعلك مسترخيًا وحَسَنَ المزاج؛ ممَّا يُسهِّل النوم عليك.

إن كان خيارك هو (الدوجماتيل)، فتناوله بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم كبسولة مساءً لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً