الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس النظر للعورات.. فكيف التعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من وسواس النظر للعورات، وتخيل أوضاع جنسية؛ مما يجعلني في ضيق شديد، لدرجة كرهي لنفسي عند حدوثه.

كما أعاني من كثرة التردد، لدرجة عدم مقدرتي بعض الأحيان على اتخاذ قرار معين.

أيضاً: أنا حساس جدا، ودائما أجامل الناس على حساب نفسي، وأحاول أن أجد عذراً للآخرين عند إساءتهم لي.

في بعض الأحيان عندما أنظر لنفسي في المرآه كأني أنظر لشخص آخر، وعندما أرى شخصاً يقع في موقف محرج أحس بقدر من الحرج ، وكأنه أنا من وقع في الموقف.

أرجو منكم المساعدة، هل ينفع معي دواء البروزاك؟ علماً أني مصاب بمرض السكري منذ 5 سنوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم، ربما تكون شخصيتك من النوع الحساس، وأنك تفكر دائماً في رأي الآخرين عنك.

كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك وللآخرين يحتاج إلى تعديل لكي تتصرف بصورة طبيعية، والمعيار الأساسي لتقييم السلوك هو ما جاء به الكتاب والسنة والحديث الشريف، فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم. باتباعك لما جاء في هذا الحديث، لن تندم على فعل فعلته.

بالنسبة للتخلص من الوساوس والأفكار التي تنتابك يمكنك اتباع الآتي:

- حاول تجاهل وتحقير الفكرة الوسواسية، وعدم الاستجابة لها، والانشغال بموضوعات فيها مصالح وفوائد في حياتك، وتجنب الجلوس لوحدك، بل خالط الناس وشاركهم في مناسباتهم.

- تحملك للضيق أو القلق الناتج عن عدم الاستجابة للأفكار الوسواسية لفترات طويلة يؤدي إلى ضعفها وتلاشيها.

- عندما تأتيك الأفكار المتعلقة بالمنكرات اسأل نفسك هذه الأسئلة: هل أنا أنوي تطبيق هذه الأفكار في الواقع أو أجاهر بها أقر بهذه الأفكار وأدعو لها الآخرين، وأحاول إقناعهم بها؟! فإذا كانت الإجابة لا، فإذن لا داعي لضياع الوقت فيها، وهي لا تستحق الاهتمام، وتيقن بأن الله تعالى يعلم بنيتك.

- لا بد أن تعلم أن الوسواس القهري يكون دائماً عكس ما يقدسه الشخص ويحترمه ويحبه، لذلك هذه الأفكار التي تشغلك دليل على حرصك واهتمامك بعقيدتك وأمور دينك.

- واظب على ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي، وخاصة في حالة الضيق أو التوتر الشديد تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

- اشغل لسانك بذكر الله تعالى، من تسبيح وتهليل، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

- استعن بالصلاة ودعاء الاستخارة في حالة التردد في اتخاذ القرار، وحاول تعداد الإيجابيات والسلبيات لكل موضوع، واجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات في الموضوع قيد الدراسة.

- اعلم أن المؤمن ممتحن ومبتلى في هذه الدنيا فالصبر مفتاح الفرج.

نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً