الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي وضعف الثقة بنفسي، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم، وجزاكم عنا خير الجزاء.

أنا رجل أبلغ السادسة والعشرين من العمر، موظف -ولله الحمد- في وظيفة مرموقة، وحالتي الاجتماعية ممتازة ولله الحمد، ووالدي ووالدتي أحياء.

قبل أربعة أعوام أصبت فجأة بحالة عصبية تبين لي بعد أشهر أنها نوبة هلع، ومنذ تلك اللحظة بدأت أقرأ عن الأمراض النفسية وأعراضها، فاكتشفت أن الخوف الذي أشعر به منذ طفولتي في المناسبات الاجتماعية اسمه الرهاب الاجتماعي، والحديث الداخلي الذي راودني طيلة عمري: بأني فاشل وغير قادر على فعل شيء، هو نقص الثقة بالنفس.

مشكلتي تكمن في عدة نقاط، هي: أنني أشعر أن الناس لا تحترمني رغم أنها تحترمني، وأشعر أني ضعيف الشخصية أمام الناس، والناس في درجة أعلى مني، وأني أقل منهم، وأنهم يملكون إهانتي ونقدي، وربما شتمي، رغم أن الواقع لا يعكس تلك الأفكار.

دكتور: ما يتعبني هو أنني عندما ألتقي بشخص لأول مرة أتوتر، وأخاف أن يأخذ عني فكرة أني ضعيف شخصية، وأنا أتألم لهذه الفكرة، ولا أرضى بأن يأخذ عني أحد فكرة أني ضعيف أو جبان، وعندما أدخل على مسؤول أو مدير تطرأ على بالي فكرة أني ضعيف، وأنه أعلى وأقوى مني، ولذلك يملك إهانتي ونقدي، وعند ذلك أتألم وأتوتر، وعندما أدخل عليه أتوتر رغم أني -والله- شخص مقبول، والناس جميعها تحترمني، لكن تلك الأفكار المقيتة هي المؤلمة.

أخاف أيضا من إمامة الناس في الصلاة، في التحدث بين مجموعة من الناس، في الحديث أيضا مع الجنس الآخر. ليست لدي ثقة في نفسي؛ فأخاف أن يعلق الناس على كلامي وشكلي وأفكاري.

أخاف أن أدخل في جدال مع أحد، ويتطور الأمر للأسوأ.

دائما حواراتي الداخلية هي أنا فاشل، أنا نكرة، أنا لا شيء، أنا أقل من الناس.

أتمنى -وهذا المنتظر منكم- أن تراعوا كل كلمة كتبتها، ويعلم الله أني أظن فيكم الظن الحسن أن تأخذوا بيدي وتساعدوني بعد الله عز وجل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن نكون عند حسن ظنك بنا، وأن يوفقنا الله لمساعدتك.

قرأت رسالتك أكثر من مرة، والشيء الذي يكاد يطل من خلال كلامك أن عندك ما يعرف بالإنجليزي بال(low selfesteem) وأظن أن أقرب ترجمة له هي تدني قيمة الذات عند الشخص، وهذا ما أدى لكل المشاكل التي ذكرتها، من إحساسك بعدم الاحترام من الناس، والتوتر عند الالتقاء بشخص لأول مرة وليس مجموعة من الناس كما يحدث في الرهاب الاجتماعي، وذكرت كلمات مثل: الفشل، والجبن، والضعف في وصفك لنفسك.

أما ما حصل لك قبل أربع سنوات فلم تذكر له تفاصيل كافية حتى يتبين أنه نوبة هلع أو شيء آخر، على كل حال يظهر أنه اختفى؛ لأنه لم يظهر في كل الأعراض التي ذكرتها.

علاج تدني الذات عند الشخص هو علاج نفسي في المقام الأول، ولا تجدي معه الأدوية، والعلاج النفسي يعرف بال
(asserative training) أو تمارين تقوية الذات، ويجب أن يقوم به معالج نفسي مقتدر.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت بندر

    جزاك الله خير واسأل الله الشفاء لي وكل مريض.

  • الأردن احمد النجار

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    اخي صاحب الموضوع اسأل الله ان يشفيك ويعافيك من هذه الوساوس والافكار السلبيه
    الا انني لمست في كلامك انك تتفهم نظرت الناس لك ..
    فلما لا تتفهم ان تواجه نفسك تدريجيا مع مخاوفك ..
    انا كنت مثلك وسبب انطوائي عن المجتمع انفصال امي وابي ثم مشاكل كثيرة
    ولكن ربي سبحانه لم ينساني له الحمد والشكر ..
    واجهتني المشاكل تلو المشاكل بسبب التفكير السلبي والانجراف معه وعدم توجيه هذا التفكير للافضل اي الايجابي ك ممارسة الاجتماعية . . مساعدة الناس والجيران الابتعاد قليلا عن المواقع الاجتماعية
    عدم الانجراف للوساوس السلبية
    قم تدريجيا بمواجهة نفسك فهذا افضل علاج
    لاكن بحذر واياك وان تفرط فيه
    مثل ان تزعج الاخرين لمدة طويلة وهم يخجلون من ان يذهبو وتبقى ان مستمتع لهذا الشعور او الدخول في حوار بال سياسية والدين ..
    اسأل الله لك ولنا العفو والعافية
    شكرا لأدارة الموقع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً