الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أشعر به الآن أعراض ناسور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت لدي بواسير من الدرجة الأولى على ما أظن، حيث إنها كانت تظهر مع عملية إخراج الفضلات بشكل طبقة جلدية بارزة من الجهة اليسرى لفتحة الشرج، ثم بعد الانتهاء ترجع وتختفي، وكان ظهورها نادراً حينما يكون هناك إمساك قليل أو شبه إمساك.

منذ حوالي السنة تقريباً دخلت إلى الحمام -أكرمكم الله- وتفاجأت بأن لدي إمساكا شديدا حيث إنني لم أستطع أن أقوم بعملية الإخراج إلا عن طريق الدفع بقوة للخارج حتى استطعت التخلص من الفضلات وإنهاء عملية الإخراج، ولكنها كانت مؤلمة، وبعد الانتهاء أحسست بوجود كتلة من الجهة اليسرى لفتحة الشرج، وأدركت حينها أن هذه بواسير، وكنت أحاول أن أدفعها للأعلى؛ لأقوم بإدخالها، ولكني لم أستطع إدخالها تماماً، وسرعان ما ترجع وتعود لحالتها متدلية من فتحة الشرج، ولكن -ولله الحمد- لم يكن هناك دم أو ما شابه.

قمت باستعمال تحاميل (نيو هيلار) وبعض المراهم من الصيدلية، والحمد لله مع مرور الوقت أكرمني الله بالشفاء منها. ولكن الصيدلاني وصف لي مع التحاميل والمرهم حبوبا ملينة، وقمت بأخذها ثلاث مرات يومياً طوال فترة المعالجة، وحينما توقفت عنها بعد حوالي أسبوع من استخدامها جاءني إمساك قوي جداً عند دخولي للحمام -أكرمكم الله- ورجعت مرة أخرى للدفع ومحاولة توسيع مجرى خروج الفضلات عن طريق زيادة فتح فتحة الشرج؛ حتى أتمكن من إخراج الفضلات -أكرمكم الله- وفوراً لاحظت خروج دم مع الفضلات، وألما في نفس الجهة التي كانت موجودة بها البواسير التي شفيت منها.

كان السبب هذه المرة من الحبوب الملينة، حيث قرأت أنها تعمل على عملية تشبه إدمان القولون على العمل والحركة، مع وجود المنبه من الحبوب، وفي حال التوقف المفاجئ لأخذ الملينات يتوقف القولون عن العمل بشكل طبيعي.

بعد ذلك بدأ الشعور بالألم من نفس الجهة، وبعد القراءة على الإنترنت لمثل تلك الحالات تبين لي أن ما أعاني منه الآن هو شرخ شرجي على الجانب الأيسر من فتحة الشرج، وذلك لأن أحد أعراض الشرخ الشرجي هو الإحساس كأن قطعة زجاج تخرج من فتحة الشرج من الجهة التي بها الشرخ، وفعلاً هذا ما كنت أشعر به.

بحثت بعد ذلك عن علاجات للشرخ الشرجي، فوجدت أن كريم (ميبو) فعال لمثل هذه الحالات, فقمت بشرائه واستعماله، ولله الحمد بدأت الأعراض تختفي، حتى لم تعد موجودة ولله الحمد.

بعد اختفاء أعراض الشرخ والشفاء -ولله الحمد- بعدة أيام بدأت ألاحظ وجود حبة صغيرة قريبة جداً من فتحة الشرج، وفي نفس المكان الذي كانت به البواسير، وأيضاً في نفس المكان الذي كان به الشرخ، وهو في الجهة اليسرى إلى الخلف قليلاً من فتحة الشرج.

وفي إحدى المرات قبل ستة أشهر تقريباً كنت أقوم بالاستحمام، ومن ثم غسلت منطقة الشرج بالصابون، وبعد الخروج من الحمام -أكرمكم الله- أحسست بإحساس اللسعة في نفس مكان الحبة، ولا أدري ما السبب؟ ثم بعدها بدأت ألاحظ أنه في بعض الأحيان بعد الانتهاء من عملية إخراج الفضلات والخروج من الحمام بعدة دقائق أحس بإحساس الحكة، وأن هناك ما يزعجني؛ فأعود للحمام مرة أخرى، وأقوم بمسح المنطقة مع إدخال المحارم الورقية إلى داخل فتحة الشرج قليلاً فألاحظ وجود القليل من بقايا الفضلات، وبعد عملية المسح أشعر بارتياح، وتعود الأمور إلى طبيعتها.

عاد الإمساك قبل أكثر من أسبوع، ولكنه شبه إمساك ولم يكن إمساكا قويا، وبدأت أشعر بألم قليل في فتحة الشرج وخاصة في الجهة اليسرى، ولكنه أخذ حوالي اليوم أو اليومين وبدأ يزول.

بدأت أخاف أن تكون هذه الحبة ناسوراً, فقمت بشراء علاج شعبي مكون من مرهم به عشبة الشب اليماني، وزيت الزيتون، وشمع عسل النحل، ودم الأخوين، مخلوطة كمرهم تدهن به منطقة الشرج, وكبسولات من المر اليمني، وكبسولات العكبر والعسل، وقمت باستخدامها.

الآن أشعر بعد عملية الإخراج بحكة في فتحة الشرج من الداخل, وشبه ألم غريب داخل منطقة الشرج مع المستقيم يشبه الألم عند الإسهال، ودخول الحمام عدة مرات متقاربة، حيث أشعر وكأن المكان بعد خروج الفضلات والانتهاء متهيج ومتعب، مع العلم أنه لا يوجد إمساك ولله الحمد.

أنا الآن في حيرة من أمري، وخائف جداً مما أشعر به, حيث إنني خائف أن تكون هذه فعلاً أعراض ناسور, لأنني قمت بقراءة أنه لا يوجد علاج للناسور إلا العملية الجراحية.

أرجو من الله ثم منكم المساعدة في حل مشكلتي بعد الله سبحانه وتعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المشكلة الأساسية لديك هي الإمساك، وهو الذي يؤدي إلى البواسير والشرخ الشرجي، ويعرض المكان للالتهابات، وعلاج الإمساك النهائي لا يتم بالملينات، ولكن يتم بتغيير طبيعة الطعام الذي تتناوله، بحيث يحتوي على المزيد من الألياف وعلى المزيد من الماء.

ويتم ذلك من خلال شرب المزيد من الماء والعصائر، خصوصا عصير الخوخ أو عصير منقوع التين المجفف، وتناول التين والخوخ الطازج، وتناول المزيد من السلطات مع زيت الزيتون، والخضروات المطبوخة، والخبز الأسمر، وشوربة الشوفان، وتلبينة الشعير، وهي عبارة عن مغلي ملعقتين شعير مطحون في كوب حليب دافئ قبل النوم، كل ذلك يساعد على إخراج لين؛ وبالتالي عدم الضغط على فتحة وعضلات الشرج، وإعطاء فرصة للبواسير في الشفاء التام والسريع، ويمكن تناول حبيبات (Agiolax) ملعقة كبيرة مرتين يوميا؛ للمساعدة في علاج الإمساك، أو أكياس (fybogel) على كوب من الماء، وبالتالي يمكن علاج البواسير من الدرجتين الأولى والثانية إن شاء الله.

والعلاج الطبي للبواسير هو تناول كبسولات دافلون 500 مج كبسولتين ثلاث مرات يوميا لمدة 4 أيام ثم كبسولتين مرتين يوميا لمدة ثلاثة أيام، وبعد ذلك كبسولتين يوميا مرة واحدة لمدة 3 شهور، وهناك تحاميل مثل بروكتوهيل مرتين يوميا، ومثلها مرهم دهان حول الشرج من الداخل والخارج، وأقراص مسكنة مثل بروفين 600 مج عند اللزوم بعد الأكل للإحساس بالألم، وممارسة الرياضة والمشي؛ لأن الجلوس كثيرا يساعد على تكون البواسير، وترك الأغذية الحارة والشطة، وترك التدخين إذا كنت مدخنا.

الناسور الشرجي يتكون بعد فترة من تكرار الالتهاب في منطقة الشرج، ولا يتكون فجأة، ومن المهم عدم حلاقة الشعر في المنطقة بموس الحلاقة؛ حتى لا يحدث جروح قد تؤدي إلى التهاب متكرر قد ينشأ عنه ناسور شرجي، ولعلاج الالتهابات المحتملة يمكنك تناول مضاد حيوي مناسب مثل (klacid 500 mg) مرتين يوميا لمدة 10 أيام، ولا قلق إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً