الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أي مرض أقرأ عنه يأتيني وسواس أني سأصاب به.. ما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

مرحبًا أنا فتاة في الـ 21 عامًا، قبل تسعة أشهر بدأت أصبح كثيرة الوسواس بالأمراض، وبدأت أدخل على مواقع أرى فيها أعراض جميع الأمراض، وأي عرض أتخيله مرضًا خطيرًا، ولكن بعد مرور الدوام قلت لدي هذه الحالة كثيرًا.

لكن قبل سبعة شهور وإلى الآن مرات أعاني مثل النبضات، أو حركة غريبة، أو دقات مثل الرفرفة خلف أذني اليسرى بدون أي ألم، مجرد إزعاج خصوصًا عندما أنام، أو عندما ألمسها أشعر بها، فما السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سرى إحسان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: كثرةُ الاطلاع والقراءة حول الأمراض والتركيز عليها لا شك أن ذلك يزيد الوسوسة حول الأمراض، ويحدث ما نسميه بالاقتران النفسي، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك، كثرةَ اطلاعاتك على الأمراض جعلتْ ذلك يؤثِّر عليك إيحائيًا ممَّا أدخلك في حالة من القلق والوسواس المرضي، وبحكم أنك طالبة لتحليلات مرضية، فهذا قطعًا أيضًا كان عاملاً دافعًا ومُحفِّزًا لحالة المخاوف المرضية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت بخير، اسألي الله تعالى لنفسك العافية، وعيشي حياة صحيَّةً: نامي مبكرًا، اهتمِّي بغذائك، اهتمِّي بدارستك، أكثري من التواصل الاجتماعي، كوني بارَّة بوالديك، اصرفي انتباهك تمامًا عن هذا القلق وهذه المخاوف، ولا تقرئي كثيرًا عن الأمراض، الأمراض موجودة، هي تُصيب من تصيب، ويجني الله تعالى منها من يُنجّيه، فاسألي الله تعالى أن يحفظك، وعيشي على هذا الأساس، واجعلي حياتك متفائلة.

لا مانع (أعتقد) أن تتناولي أحد مضادات المخاوف البسيطة، عقار مثل (أنفرانيل Anafranil)، والذي يسمى علمياً باسم (كلومبرامين Clomipramine) لو تناولته بجرعة عشرة مليجرام ليلاً – وهذه جرعة صغيرة جدًّا – تناوليها ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله، هذا يُساعدك -إن شاء الله تعالى- في إزالة قلق المخاوف الذي تعانين منه.

وعليه ختامًا أسأل الله لك العافية والشفاء، وأؤكد لك أن حالتك بسيطة جدًّا، خذي ما ذكرته لك من إرشاد، وتناولي ما وصفناه لك من دواء، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً