الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أخجل كثيرا والشعر لدي قليل

السؤال

السلام عليكم

أنتم ساعدتموني كثيرا بعد الله في استشاراتي السابقة، بارك الله فيكم وجزاك الله خيرا على ما تقدمونه.

هل هنالك علاقة بين الشخص الخجول وقليل الكلام وليس مخالطاً للناس، وبين الشخص عكس ذلك بالنسبة لتطوير الذات والرجولة وظهور الشعر المبكر للوجه؟

أنا شخص أخفق بكل شيء أعمله بالدنيا، سواء بسيطاً أو قوياً، لا أعلم لماذا؟! هل هو قضاء وقدر أم بفعل العقل الباطن الذي ارتسخ كل شيء فيه سلبي؟ إن تفكيري بمستقبلي وحياتي كلها سلبية! مثلاً أريد النجاح وآخذ المعدل الفلاني سوف أفشل فيه هذا كمثال.

أنا منذ سنوات قليلة يأتيني قلق وخجل شديد عند مخالطة الناس، وفي الاجتماعات بالمناسبات غير طبيعي، والذي زاد الأمر سوءاً هو عدم ظهور شعر الوجه، لقد تشتت بسبب ذلك، لأن مجتمعنا يقول الذي ليس لديه شعر ليس برجل!
هل هنالك أطعمة تساعد على ظهور الشعر أو فيتامينات معينة، سواء كانت طبيعية أم عكس ذلك؟

كيف أطور ذاتي وأكون قوي الشخصية، وأغير كل شيء سلبي لدي إلى إيجابي، سواء تفكير أو عمل...إلخ؟

أنا قبل خمس سنوات أفضل من الآن بكثير جداً، كنت أتحدث بطلاقة مع الناس، وليس لدي خجل من أحد ولا أخاف المستقبل، وكانت أموري جميعها إيجابية، وكنت والله وبالله أظن أني أسعد شخص، فجأة تغيرت ثلاثمائة درجة، سبحان الذي غيرني، لا أعلم، هي فترة مراهقة أم غير ذلك؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تختلف كثافة الشعر ومعدل نموه بشكل نسبي من شخص لآخر، ومن عرق لآخر، وهذا ليس بالضرورة علامة على نقص الذكورة، ولكن إذا كان هناك شك في وجود مشكلات في ملامح الذكورة الأخرى، فيمكنك الذهاب إلى طبيب أمراض الذكورة لفحصك إكلينيكياً، وطلب الفحوصات المعملية والإجراءات الأخرى اللازمة؛ للتأكد من عدم وجود مشكلات هرمونية -أو غيرها- تؤثر على نمو الشعر في الأماكن الذكورية المتعارف عليها عند الرجال، أو ملامح الذكورة الأخرى، ولمتابعة حالتك وعلاجها إن لزم الأمر وكان هناك داع إلى ذلك.

لا يوجد غذاء أو علاج فعال لإنبات شعر اللحية، إذا لم تكن هناك مشكلة مرضية يمكن تداركها؛ لأن ذلك مرتبط بالتكوين الجيني للشخص.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.
++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد علام. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة د. أسعد الأسعد . استشاري في الدعم النفسي والعلاقات الأسرية والتربوية.
++++++++++++++

أشكرك لثقتك بموقعنا، وكتابتك إلينا، وربما كان للمرحلة العمرية التي تمر بها وهي مرحلة المراهقة دور فيما أنت فيه، مع ما يكتنفها من تغيرات فيزيولوجية ونفسية وجسمانية، خصوصاً مع ما ذكرت من انفتاحك وأحوالك الطيبة من قبل.

بداية اسمح لي أن أفند مشكلتك كما يلي:

-قلقك من تأخر ظهور شعر الوجه عندك، وتأثرك ببعض الأفكار السيئة في مجتمعك، والذي ينتقص من قدر الرجل الأمرد.

-إخفاقك في الأعمال والمشاريع التي تقدم عليها.

-معاناتك من الرهاب الاجتماعي والقلق من مواجهة الناس.

-رغبتك في تقوية شخصيتك والتخلص من الأفكار السلبية وامتلاك مهارة التفكير الإيجابي.

أما بالنسبة لمشكلة تأخر ظهور شعر الوجه وغزارته فهو يختلف من شخص لآخر، ومن عرق لآخر، وربما كان ذلك بسبب خلل هرموني معين، يمكن تداركه بمراجعة طبيب مختص، إلا أنه ليس دليلاً على نقص الرجولة، فلا تقلق من ذلك، ولا تسمح لبعض الأفكار البالية في بيئتك أن تكبلك وتستحوذ عليك.

لا شك أن هناك علاقة بين شخصية المرء وتطوير الذات، فالشخص المنفتح المخالط للناس لا شك أنه أخذ حظه من تطوير الذات بمعاشرة الناجحين في المجتمع، والاكتساب منهم، وربما أتيحت له هذه الفرصة في أسرته فتعلم من أبويه وبتشجيعهم والعكس صحيح، فمن يعاني من الخجل وقلة الكلام فقد يكون ممن حرم هذه الفرصة، وكانت أسرته عاملاً مثبطاً له أو أن الفرصة لم تتح له.

هذا ليس نهاية العالم، ويمكن تداركه وتقوية شخصيتك والتخلص من الأفكار السلبية، وامتلاك مهارة التفكير الإيجابي، وذلك بالانخراط ببعض البرامج التدريبية في التنمية البشرية، والتطوير الشخصي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

-برنامج مهارات التواصل الفعال.
-برنامج التخطيط الاستراتيجي الشخصي.
-برنامج الشخصية الإيجابية المتكاملة.

أما مشكلة إخفاقك في الأعمال والمشاريع التي تقدم عليها فربما يعود إلى تقصيرك في دراسة جدوى هذه المشاريع أو ضعف المهارات الإدارية لديك، وهذا أمر يمكن تداركه باتباع بعض البرامج التدريبية مثل:
-برنامج ريادة الأعمال.
-برنامج إدارة المشاريع ودراسة الجدوى الاقتصادية.

-أما قضية معاناتك من الرهاب الاجتماعي والقلق من مواجهة الناس فلا بد أولاً من تعريف هذا الرهاب، وهو خوف وارتباك وقلق يداهم الشخص عند قيامه بأداء عمل ما - قولاً أو فعلاً - أمام مرأى الآخرين أو مسامعهم، يؤدي به مع الوقت إلى تفادي المواقف والمناسبات الاجتماعية.

اعلم -يا بني- أن الخجل شعور طبيعي لدى الناس، وكل إنسان يستجيب لهذا الشعور بطريقة مختلفة، ولكن قد يزيد الخوف عن حده الطبيعي فيصبح عندئذ مرضا، وهو ما يطلق عليه "الرهاب" بحيث يتحول المصاب به من إنسان طبيعي إلى شخص مريض لا يمكنه أداء وظائفه بشكل طبيعي، ولا أن يحيا حياته مثل بقية الناس.

من أهم أسباب الرهاب الاجتماعي هو ضعف الثقة بالنفس: حيث تظهر الأعراض نتيجة لضعف الثقة بالنفس، وبعض الأفكار السلبية المتأصلة في الفرد بحيث يخاف المصاب أن يخطئ أمام الآخرين، فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء، وأفضل علاج له هو المواجهة مع المواقف المسببة لهذا الرهاب، ويمكننا أن نلخص الحل والعلاج فيما يلي:

-الثقة بالنفس: ولكسب الثقة بالنفس لا بد من التعرف على هذه النفس – قراءتها- لمعرفة خباياها، ومكنوناتها ومشكلاتها وما يتبع هذه القراءة للنفس من علم بها، وما يتبع العلم من راحة وشعور بالقوة الحقيقية لا الوهمية، والتي وهبنا الله إياها.

-ثم يتبع ذلك قبول النفس، وما يتبعه من تصالح معها، ومن ثم يتبع ذلك تقدير النفس، حيث إعادة النظر في مستودع النفس، والتعرف على مواطن الضعف والقوة، ومنه إلى التخلص من نقاط الضعف وعلاجها، والتخلص من آثارها، وهذه هي مرحلة التخلية، ويليها مرحلة التحلية، حيث تزكية النفس عن طريق العلم والعمل، وصولاً إلى النفس المطمئنة الزكية.

-التسلح بالعلم والمعرفة والتدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية الفردية للاتصال والتفاعل مع الآخرين، ويكون ذلك باتباع مجموعة من برامج التنمية البشرية والتطوير الشخصي لاكتساب مهارات التعامل مع الآخرين، ومهارات الإلقاء ومهارات الحوار، فإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، والصبر بالتصبر.

-تعلم أنماط التفكير السليم والمنطقي في التعامل مع الآخرين، وذلك بتخيل الشخص الذي ستقابله، وتوقع الحوار الذي سيدور بينكما، ورد فعلك على استقباله وحديثه، ومن ثم رد فعله على حديثك, وما يجب أن يكون عليه رد فعلك بكياسة.

- التعريض تدريجيا لخبرات اجتماعية إيجابية، ومما يعين على ذلك ما يسمى بتقمص الأدوار والمواقف، بحيث تقوم بتخيل بعض المواقف التي تسبب لك الرهاب وتخيل التصرف حيالها بإيجابية أو التمرن على هذه المواقف بتمثيلها لوحدك أمام مرآة ومن ثم بين أخواتك ومن ثم بين زملائك الثقات وبمرور الوقت يتحول التظاهر والتمثيل إلى سلوك في الحياة الواقعية العادية.

أسأل الله العلي القدير أن يفرج همك ويصلح حالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً