الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب جهلي بأعراض السكري صرت أعاني من مضاعفاته، ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، أبلغ من العمر 25 سنة، ومنذ 9 سنوات وأنا مريض بمرض السكري صنف 1، وطوال هذه المدة لم أكن أحافظ على مستوى السكري في دمي، فتارة عال، وتارة منخفض، وأحيانا مستقرًا، وهذا لجهلي بالمضاعفات التي قد تصيبني ولطيش مني، وأنا -والحمد لله- قد بدأت بالمحافظة على صحتي منذ فترة قصيرة، وأسال الله الثبات على هذا، ولكن هذا بعد أن ظهرت العديد من المضاعفات، وأنا هنا لأستشيركم فتدلوني ماذا أفعل.

أولا: أنا لا أتجاوز ال 55 كغ، بدأت أشعر بمشاكل في العين (ضباب خفيف يعكر الرؤية في بعض الأحيان)، بروز وتباعد الأسنان، وأعاني بصفة قليلة من القدم السكري، ولكن المشكلة الأهم والتي تؤرقني أني أصبحت أعاني من القذف الارتجاعي وضعف الانتصاب، علما أني غير متزوج، وأرغب في الزواج، ولكن هذا يمنعني، ولا أدري ماذا أفعل غير الدعاء في الصلاة!

أرجو منكم أن تبينوا لي مدى خطورة حالتي، وهل هناك أمل في أن أشفى مما أصابني من الأعراض؟ وما هي أفضل طريقة لأحافظ على مستوى السكر في الدم والاستقرار على ذلك؟

أسأل الله أن يقدركم على إجابتي، وأن يوفقكم لكل خير، وأن ينفع بكم، وأسأله تعالى أن يثبتني وإياكم على دينه، وأن يشفيني ويشفي جميع مرضى المسلمين، وبارك الله فيكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة فإنك لم تكن تلتزم بالعلاج بصورة جيدة، وهذا ما أدى إلى ظهور هذه التأثيرات الجانبية للداء السكري على جسمك، ونرجو من الله أن تستمر الآن بالالتزام بالعلاج والحمية؛ حتى تستقر أرقام السكر لديك، وتتراجع هذه الأعراض التي تعاني منها.

والنصيحة الآن -يا أخي- بالمتابعة مع طبيب مختص بأمراض الغدد والسكري؛ لإجراء دراسة شاملة لوضعك الصحي، وهو سينصحك بعد ذلك بالمتابعة مع طبيب مختص بأمراض العيون، وأمراض المسالك البولية. وإليك لمحة موجزة عن الداء السكري:

الداء السكري هو من أكثر الأمراض شيوعا في العالم العربي. إن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري أو الذين لديهم بدانة هم أكثر عرضة للإصابة بالداء السكري من غيرهم، وهؤلاء من الأفضل لديهم مراقبة سكر الدم كل فترة ستة شهور تقريبا؛ للتأكد من عدم الإصابة.

والخلل الرئيسي في الداء السكري هو: إما بنقص الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن حرق السكر في الدم، أو بعدم استجابة الجسم لهذا الهرمون.

أنواع الداء السكري:
الداء السكري نمط 1: ويسمى أيضا السكري الشبابي، ويحدث عادة قبل سن الأربعين، وفي هذه الحالة يكون الخلل في إفراز الأنسولين في الجسم، وهذا يترافق عادة مع أعراض شديدة من زيادة سكر الدم، وقد يسبب ما يسمى بالاحمضاض الكيتوني، حيث يرتفع سكر الدم لأرقام عالية، وبصورة مفاجئة، وهذا النوع من السكري يعالج فقط بالأنسولين دون البدء بالعلاج بالأدوية الفموية.

الداء السكري نمط 2: هذا النوع عادة يصيب كبار السن، ويظهر خاصة عند البدينين، وفي هذه الحالة يكون هناك خلل في استجابة الجسم للأنسولين، أو نقص في إفراز الأنسولين من البنكرياس، وعلاج هذه الحالة يكون بالاعتماد على الحمية بالدرجة الأولى، والعلاج بالأدوية الفموية بداية، ومن ثم الانتقال للعلاج بالأنسولين.

أهم أعراض الداء السكري:
زيادة العطش، وتكرر التبول، ونقص الوزن غير المبرر، وتشوش الرؤية، وزيادة الشعور بالجوع، وكما ذكرنا في حالة الداء السكري النمط الأول: حدوث حالات الأحمضاض الكيتوني، والتي تؤدي للتعب العام، وتسرع التنفس، وتغير رائحة الفم والنفس، وهي عادة حالة إسعافية، وتحتاج للعلاج في المشفى.

تشخيص الداء السكري:
ويكون بتحليل سكر الدم إما بعد صيام 6 ساعات، فإن كان عيار السكر أكثر من 120 ملغ / 100ملليتر؛ فهذا يثبت التشخيص بالإصابة بالسكري، أو بعد وجبة الطعام بساعتين، فإن كان عيار السكر أكثر من (((180- 200 ملغ / ملليتر)))؛ فهذا أيضا يثبت التشخيص.

وأهم النصائح في الداء السكري: محاولة ضبط الحمية بالاعتماد أكثر على الخضار المطبوخة، والتخفيف من السكريات، والدهون، والدسم، وتناول كمية معتدلة من البروتينات، وممارسة الرياضة اليومية أن أمكن، والالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب؛ لأن ضبط أرقام السكر في الدم بصورة جيدة؛ يؤدي لتأخير مضاعفات الداء السكري، أو عدم حدوثها بإذن الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً