الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بارتياح مع خطيبتي ولكن يؤرقني مستوى عائلتها الاجتماعي المتدني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرفت على فتاة كانت صديقة لأختي، وأعجبت بخلقها وسلوكها وتدينها وتربيتها وفكرها .. إلخ، واستخرت الله عز وجل وفاتحتها بالموضوع، وأني أريد الارتباط بها وتعرفت على أهلها -والحمد لله- أناس طيبون فتمت قراءة الفاتحة، -والحمد الله- ولكن المشكلة أن المستوى الاجتماعي أقل، وأن أبويها تعليمهما متوسط، مع العلم أن الفتاة تعليمها جامعي هي وإخوتها.

بالنسبة لعائلتي المستوى الاجتماعي عال، ومن الأجداد حتى الآن بين طبيب ومهندس وأساتذة جامعيين، وبدأت أسمع مقارنات بين العائلتين تقال لي من قبل عائلتي؛ مما أصابني بإحباط وقلق، مع العلم أن عائلتي دائمًا تنظر إلى المظاهر.

أنا أشعر مع الفتاة بارتياح ويوجد تفاهم كبير، -والحمد لله- ولكن أشعر بالخوف أن أندم يومًا ما، أو أن أشعر بأني أقل بين إخوتي وعائلتي فأفقد الشعور بالسعادة والنتائج المترتبة على ذلك، وعذرًا على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسال الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

إذا كانت الفتاة جامعية وصديقة لأختك ومؤدبة، وأهلها طيبون، وتشعر معها بارتياح وانشراح، فلا ننصح بتركها، وإذا كان تعليم الفتاة عال، ولها قدرة على التقدم، وفيها ما ذكرت فلا تفرط فيها لأجل كلام الناس، واعلم بأن رضاهم غاية لا تدرك، واجعل همك إرضاء رب الناس، واعلم بأن الحب لا يعترف بالشهادات، ولا بالفوارق الوهمية.

والنجاح الأسرى ليس له علاقة بتعليم الأفراد، ولا بأموالهم، وسوف تتعجب إذا علمت أن الفرص للنجاح بين من تعلموا وتقدموا أقل من غيرهم؛ لأن بعض من نال الشهادات والمناصب يفشل في التواصل والمها رات الاجتماعية.

وشعورك بالانشراح والارتياح ووجود التفاهم كلها مؤشرات جيدة ومبشرات؛ فأزل الخوف واطرد الأوهام، وتذكر أن المظاهر شغل وهم من لا هم ولا شغل عندهم، وهو على الحقيقة لا يطعم صاحبه خبزًا، وإذا كان الواحد لا يقبل مثل هذا الموقف مع بنته أو أخته فكيف يرضاه لبنات الناس.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وتعوذ بالله من شيطان يحاول أن يصرفك عن الحق والخير، وأرجو أن تعاند عدونا الشيطان بإكمال المراسيم، وعندها ستعرف قيمة الحياة مع زوجة تقدر معنى وقيمة الحياة.

لقد أسعدنا تواصلك، ونسال الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات