الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيقة وصعوبة بالتنفس وتنتابني نوبة قلق وهرع، وأفضل العزلة

السؤال

أنا شاب بعمر 30، وأعزب، وأعمل بشركة.

أعاني من ضيقة وصعوبة بالتنفس وعصبية، وأغضب بسرعة لأتفه سبب ممكن، حتى عندما أضحك لا أستطيع الضحك بشكل طبيعي، أحس بأنني أضحك بالقوة أو بالغصب، وبعض الأحيان تنتابني نوبة قلق وهرع، ونبضات قلبي تدق بقوة لبرهة فقط.

أحس أنني وحيد، وأتذكر الماضي دائما -أيام الطفولة- وأبكي، أحس أنني أعيش بلا هدف، أكره الاختلاط بالناس والتحدث معهم، وأعتقد أنهم حمقى، وأنني لا أستطيع مجاملتهم؛ لذلك أفضل العزلة، وأتحدث أحيانا لنفسي بصوت عال، وهذا أمر يتكرر كثيرا.

مقصر في واجباتي الدينية، وأتمنى من الله أن يهديني ويقويني على أداء عباداته، أخشى الذهاب لطبيب نفسي، وأرغب باستشارة من طبيب وتشخيص حالتي، وإعطائي العلاج المناسب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي بك هو نوع من القلق النفسي الذي يؤدي إلى زيادة في الانفعالية والعصبية والتوتر، والأعراض الجسدية –أي الأعراض الفسيولوجية– مثل: تسارع ضربات القلب، والنبض بشدة وقوة: هي ظاهرة نشاهدها مع القلق، خاصة إذا كان الإنسان مُدخنًا، أو يتناول كميات كبيرة من الشاي والقهوة. أعتقد أن ذلك لا ينطبق عليك، لكني ذكرته من قبيل المعرفة العلمية وإكمال الصورة بصورة صحيحة.

أيها الفاضل الكريم: لا تتحسَّر على الماضي، والماضي قد انتهى، وهو خبرة وتجربة، يستفيد منها الإنسان وليس أكثر من ذلك، ركّز على الحاضر، كن إنسانًا مفيدًا لنفسك ولغيرك، اجعل لنفسك أهدافا، اجعل لنفسك مشاريع مستقبلية، خطِّط، ضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك، والإنسان إذا لم يُحسن إدارة الوقت فلن يُحسن إدارة الحياة، فكن على هذا النمط أيها الفاضل الكريم.

أنا أُناشدك بأن تكون متسامحًا، وأقول لك: (لا تغضب، لا تغضب) وأرجو أن تُجالس أحد المشايخ، وتتدارس معه التوجيه النبوي العظيم في كيفية مواجهة الغضب، إذا غضب الواحد منا حين يستشري الغضب في بدايته يجب أن يُغيِّر مكانه، أو وضعه، ثم يتفل ثلاثًا على شقه الأيسر ويتوضأ. الذين جربوا هذا الأمر –أخِي الكريم– ولو لمرة واحدة انتفعوا منه كثيرًا، واسترختْ نفوسهم وأمِنتْ؛ فأرجو أن تُجرِّب ذلك بعد أن تطَّلع عليه أو تقرأه أو تُجالس أحد المشايخ كما ذكرت لك.

أيها الفاضل الكريم: ممارسة الرياضة بصفة عامة تُفيدك كثيرًا، وكذلك تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطَّلع على هذه الاستشارة بتفاصيلها وتطبق ما ورد بها.

تذكَّر دائمًا أن من أجمل الخصال ومكارم الأخلاق أن يكون الإنسان كاظمًا للغيظ، ولا بد –يا أخِي– أن تُعبِّر عن وجدانك أولا بأول، لا تحتقن، الإنسان إذا سكت عن الأشياء التي لا تُرضيه حتى ولو كانت صغيرة هذا قد يؤدي إلى احتقانات داخلية نفسية كثيرة.

وجدنا –أيها الفاضل الكريم– أن الذين يعملون في الأعمال الاجتماعية والخيرية لا ينتابهم الغضب غير المنضبط، وإن أتاهم غضب فهم يستطيعون إدارته بصورة صحيحة، فاجعل لنفسك حظًّا في مثل هذه الأنشطة التي تحدثنا عنها.

أخِي الكريم: الصلاة أمرها عظيم، والصلاة هي الباعثة على الثقة بالنفس والأمان والطمأنينة، وأرجو –أيها الفاضل الكريم– ألا تترك ولا تدع للشيطان وسيلة عليك، حطِّم سُلطانه، ابدأ الصلاة، صل كما كان يُصلي الرسول -صلى الله عليه وسلم- جالسْ العلماء، وعليك بالصحبة الطيبة، واعرف –أخِي الكريم– أن بر الوالدين يفتح لك أبوابًا عظيمة، خاصة فيما يخصُّ الالتزام بواجباتك الإسلامية.

أيها الفاضل الكريم: أنا أعتقد أن تناول أحد مضادات القلق والتوتر والانفعال سوف يفيدك كثيرًا، عقار بسيط مثل: الـ (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى في السعودية تجاريًا باسم (جنبريد genprid) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون كافيًا جدًّا في حالتك، ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أربعة ليالٍ، ثم اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا –أي كبسولة– صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا –أي كبسولة واحدة– مساءً لمدة شهرٍ واحدٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً