الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بضغط يبدأ من عنقي إلى الأذن مع تنميل.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم

بداية أود أن تقدم بالشكر الجزيل للقائمين على هذا الموقع المبارك, لقد سبق لي أن أرسلت لكم بخصوص أعراض كنت أعاني منها في هذه الاستشارة 2265948, (أتمنى أن تلقوا نظرة على تلك الأعراض).

بالنسبة لتلك الأعراض المشار إليها في الاستشارة بدأت تقل بشكل ملحوظ بعد معاناة دامت تقريبا 4 أشهر, لكن هناك أعراض أخرى ظهرت الآن وهي حرارة في الرقبة في الخلف، وأحيانًا برودة, أحيانًا تنتشر الحرارة في ظهري وصدري, أحيانًا أحس بضغط في عنقي من الجانب وصولا للأذن, ولا أحس براحة عند تحريك عنقي يمينًا وشمالاً.

أيضًا أحس بتنميل أسفل الرأس, مع ألم أحيانًا أخرى في رأسي، وأسفل الرقبة والكتفين, مع الإحساس بنبضات في الجسم أحيانًا تكون متفرقة في الجسم كامل، وأحيانا تحدث بشكل سريع في جزء من الجسم, مع وخزات، وأيضًا عندي سيلان في الأنف منذ مدة طويلة.

أنا بصراحة تعبت من كثرة الأعراض طوال حياتي، ولا أعلم ماذا أفعل؟ وأي طبيب أزور؟ وأي تحليل أجري؟

من فضلكم أفيدوني في أقرب وقت، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد المغربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وقد قمت بالاطلاع على رسالتك هذه، كما أنني قمت بمراجعة استشارتك السابقة والتي هي تحت الرقم 2265948.

أيها الفاضل الكريم أنت تحسنت -الحمد لله- كثيراً من أعراضك السابقة، وأقول لك أن الذي تعاني منه الآن هو أعراض نفسوجسدية، أيضاً هي مرتبطة بنفس المنظومة السابقة، أي منظومة القلق الذي يؤدي إلى الأعراض الجسدية، وأقول لك منذ أسبوع أحد الإخوة الأعزاء جاءني وهو يعاني من أعراض القولون العصبي وأعراض جسدية كثيرة جداً، أنا على قناعة أنها نفسية المنشأ، وقد قال لي: إنه قد تحسن كثيراً مما كان يعاني منه، لكن ظهر لديه أعراض جديدة، وكانت جلها أيضاً أعراض نفسوجسدية، فذكرت له أنك قد تخلصت من مجموعة أعراض الحزمة الأولى، وأنت الآن تعالج أعراض الحزمة الثانية، وتحدثنا وتسامرنا وقلت له أيضاً هنالك أعراض الحزمة الثالثة والرابعة وهكذا.

هذا قطعاً من قبيل المزاح معه وقصدت بأن أذكر لك هذه الحادثة أن الأعراض النفسوجسدية تتبدل وتتغير، ولذا التجاهل، وأن يعيش الإنسان حياة صحية كما ذكرنا لك في الاستشارة السابقة هو الذي يرفع مناعتك ضد هذه الأعراض، فاطمئن أخي الكريم هذه أعراض نفسوجسدية تنضوي تحت نفس منظومة الأعراض الأولى.

استبدال الأعراض، تشكيل الأعراض، تجديد الأعراض هو من أحد الظواهر التي نشاهدها في القلق، ويقول بعض علماء النفس من السلوكيين، وكذلك التحليليين أن اختفاء المجموعة الأولى من الأعراض يجعل الأعراض الأخرى التي كانت على مستوى العقل الباطن تظهر على السطح، هذا ربما يكون تفسيراً معقولاً، لكني لا أريدك أن تخوض في مثل هذه التفاصيل، المهم هو أن تقتنع أن هذا أعراض نفسوجسدية، أعراض قلقية، وعلاجها ومحاربتها يكون على نفس الأسس التي ذكرناها لك في الاستشارة السابقة.

أخي الكريم أنت لست مريضًا، ويجب أن تقتنع بذلك، وأعتقد أنك تعيش حياة صحية قائمة على ممارسة الرياضة، النوم المبكر، عدم التردد على الأطباء، وأن تكون إنساناً متفائلاً، وأن تطور من مهاراتك الاجتماعية، وأن تحرص كثيراً على ممارسة الرياضة أعتقد أن ذلك يكفي تماماً، مع تناول بعض مزيلات القلق البسيطة.

أما فيما يخص أي طبيب تزوره، فأنا دائماً أرى أن طبيب الأسرة هو الأفضل في مثل هذه الحالات، طبيب الأسرة حين تتواصل معه يتفهمك بصورة تفصيلية تبنى فيما بينكما علاقة علاجية رزينة، وهذا يعود عليك -إن شاء الله تعالى- بالخير الكثير، وأؤكد لك أن معظم أطباء الأسرة الآن لديهم تدريب ومعرفة كبيرة جداً بالحالات النفسية البسيطة مثل حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً