الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعبني صوت يشوش في رأسي يسبب لي القلق، كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة، أعاني من سماع صوت يشوش في رأسي، يزعجني كثيراً ويسبب لي القلق.

كنت آخذ دواء سيبرالكس لفترة من الزمن، والآن لا آخذ أي نوع من الأدوية، طبيعتي حساسة جداً، وأبكي عند حدوث أي مشكلة، فيتعب جسمي ولا أستطيع التحمل.

أتمنى مساعدتكم ودعمي نفسياً، لكي أتغلب على القلق، وأجعل تفكيري كله إيجابياً؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولاً: يجب ألا تتوجسي حول القلق؛ لأن القلق طاقة نفسية مطلوبة، فمَنْ لا يقلق لا ينجح، ومن لا يقلق لا يُنتج، ومن لا يقلق لا يكون متحفِّزًا تحفُّزًا إيجابيًا، لكن القلق يجب أن يكون قلقًا منضبطًا، وألا يخرج عن النطاق.

والتفكير الإيجابي -أيتها الفاضلة الكريمة-: شيء يصنعه الإنسان، لا يُعطى له أبدًا، ولكل شيءٍ مقابل في هذه الدنيا، فما هو سلبي له ما يُقابله إيجابيًا، فالموت يقابله الحياة، والمرض يقابله الصحة، والخير يُقابله الشر (وهكذا).

وحين تطرأ على الإنسان أفكار سلبية، يجب أن يضع ما هو إيجابي كمقابل لها، ويحاور نفسه، ويناقش نفسه، ويقول: لماذا لا أختار هذا الطريق؟ فهذه هي الوسيلة الوحيدة التي تُغيِّر الفكر إلى فكر إيجابي، والإنسان أيضًا حين يسعى ويكون نافعًا لنفسه ولغيره من خلال أفعاله الإيجابية، هنا تتحول أفكاره ويزول قلقه، ويكون أكثر ثقة بنفسه.

التوجُّس والتحسس حول الأصوات خاصة صوت الوش في الرأس: هذا دليل على القلق، ويتم التغلب عليه من خلال ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، والنوم الليلي المبكر، وأن تُكثري من الاستغفار، وأن تكوني حريصة جدًّا على أذكار النوم.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: لا أعتقد أنك في حاجة للسبرالكس، فدواء بسيط جدًّا مثل: (فلوناكسول) قد يكون كافيًا جدًّا بالنسبة لك، وجرعته هي نصف مليجراما، يتم تناوله صباحًا لمدة أسبوع، ثم نصف مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم نصف مليجراما صباحًا لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عنه.

بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً