الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج آمن غير السبرالكس للرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر القائمين على هذا الموقع المميز.

سؤالي للدكتور: أعاني من خجل من الأماكن العامة كالمجالس وأتحاشى حضورها، وكلما حضرت مجلسا أحس أن الناس تنظر إلي، وأشعر باحمرار وجهي ومتوتر، وقد أتلعثم أثناء الكلام، فراجعت الطبيب وقرر لي حبوب (سيبرالكس 10 جم) واستخدمتها لمدة أربعة أيام كل يوم نصف حبة، وقطعتها؛ لأني -بصراحة- وجدت أنها قد أثرت علي جداً في الانتصاب إلى درجة أني لا أحس بمتعة أثناء الملامسة له من قبل زوجتي.

سؤالي: هل ممكن أن تدلوني على حبوب بديلة للرهاب الاجتماعي لا يكون لها تأثير على العملية الجنسية؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل: الرهاب يجب أن يعالج سلوكياً قبل أن يعالج دوائياً، والعلاجات السلوكية معروفة جداً، وهي أن تحقر فكرة الخوف، وأن تقتنع قناعة تامة أنك لم تفقد السيطرة على الموقف أبداً في المواقف الاجتماعية، كما أن التغيرات الفسيولوجية البسيطة كاحمرار الوجه هي مفهومة؛ لأن مادة الأدرينالين تفرز وتؤدي إلى زيادة في ضغط الدم، وبما أن الوجه به شعيرات دموية سطحية يحدث شيئاً من الاحمرار، ويكون غالباً بسيطاً ويتلاشى بعد دقيقة إلى دقيقتين من المواجهة.

إذاً التفهم التام للرهاب يساعد الإنسان على التخلص منه بعد ذلك، والتطبيقات العملية -أيها الفاضل الكريم- يجب أن تكون لك برامج يومية للمواجهة الاجتماعية، الصلاة في المسجد من أفضل أنواع المواجهات، زيارة الأصدقاء، الجلوس في مطعم مثلاً مرة أو مرتين في الأسبوع، ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مع بعض الأصدقاء، أو المشي الجماعي، هذه كلها وسائل جيدة جداً للتخلص من الرهاب، كما أن تطوير المهارات الشخصية مثل النظر إلى الناس في وجهوهم عند التحية، وأن تكون في الصفوف الأولى، هذه كلها ممارسات سلوكية ممتازة، كما أن تمارين الاسترخاء مفيدة جداً.

بالنسبة للعلاج الدوائي: طبعاً أفضل علاج دوائي لعلاج الرهاب هو الباروكستين (الزيروكسات) أو (المودابكس) والذي يعرف باسم (زوالفت) ويسمى علمياً (سيرترالين)، لكن كلا الدوائين ربما يؤثران سلباً على الأداء الجنسي لبعض الناس خاصة إذا كان الجانب النفسي موجودًا، أي أن الإنسان يسمع أن هذه الأدوية قد تؤثر على الإنسان جنسياً، وتبدأ هذه الفكرة تتضخم وتتجسم في كيانه، ويكون الأثر النفسي هو المسيطر فيما يتعلق بالأداء الجنسي وليس الأثر البيولوجي الكيميائي الحقيقي.

الدواء الوحيد الذي ليس له تأثيرات جنسية مطلقاً ويعالج الرهاب الاجتماعي هو عقار (مكلوبومايت) لكنه ليس متوفرا في جميع الدول، و(المكلوبومايت) جرعته -أخي الكريم- هي 150 مليجرام 3 مرات في اليوم، تنتجه شركة روش، وهو دواء رائع، دواء ممتاز، دواء فاعل، وليس له أي تأثير على الأداء الجنسي، بل يعتقد أنه ربما يحسن من الأداء الجنسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً