الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتجاوز شعور الوحدة أو أتأقلم معها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 18 عاما، مرحة بطبعي، واجتماعية للغاية، أمزح وأضحك وأشارك الكل أفراحهم وأحزانهم، لكن لا أحد يشاركني أفراحي وهمومي، هذا في نطاق المدرسة، وفي جو الدراسة، فأنا ليس لدي صديقة أحكي لها فتسمعني بقلب طيب، إنما أحس عندما أحكي لهم أنهن غير مهتمات، ويتمنين أن أنتهي من الكلام؛ لأنني أزعجتهن، أحس بهذا من تصرفاتهن، فلا أحد منهن يعطيني من وقته.

أحتاج لمن أحكي له، وأضحك وأفرح معه، لكنني حاليا وحيدة، والوحدة تقتلني، ما يجعلني أنفر منهن الآن، إنهن يقللن من شأني، ولكنهن سرعان ما يسألن عني، مما يجعلني أرجع للكلام معهن، وأعود لنفس الإحساس، وكأنني أكلم الجدار، أو أكلم نفسي.

سئمت من نفسي، ومن الصداقة المزيفة، ساعدوني، فأنا أعيش حياة الوحدة، آكل لوحدي، أخرج لوحدي، أبكي لوحدي، وأشكي لنفسي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة نقول لك: لكل مقام مقال، أحياناً بعض المواقف تتطلب الجدية والحزم، وبعضها يتطلب روح الفكاهة واللين، فممارسة المزاح باستمرار قد يفقد الشخص هيبته ومكانته، والجدية باستمرار قد تشعر الآخرين بالملل، لذلك انظري إلى طبيعة الموقف وتصرفي وفقاً لذلك، فستجدين -إن شاء الله- الاحترام والتقدير من من تجالسين، ولا تحتاجين إلى مراجعة نفسك بعد فوات الموقف.

والإنسان بطبعه اجتماعي، ويحب أن يكون محبوباً ومقدراً بين الناس، وقد تختلف الوسائل التي يستخدمها الناس لكي يكونوا أكثر حباً وتقديراً، فمنهم يتخذ المزاح والفكاهة والتسلية لجذب الآخرين، ومنهم من يتخذ التعاون والمساعدة، ومنهم من يكذب ويحكى قصصا لا صحة لها، ومنهم من ينقل أخبار الآخرين ويفشي أسرارهم، والضابط في كل ذلك ما جاءت به التعاليم الإسلامية السمحاء، فهناك أمور منهي عنها قد تقرب الشخص للخلق ولكن تبعده عن الخالق، والعكس صحيح، وقد تكون الاجتماعية مطلوبة في بعض المواقف ومذمومة في مواقف أخرى، وليس بالضرورة أن تكون شخصية الإنسان كالممثل الذي هدفه هو إضحاك الآخرين على حساب علاقته بربه، فيتعرض للكذب والاستهزاء والسخرية من الآخرين، والطعن في أعراض الناس، من أجل نيل الإعجاب بشخصيته.

إليك بعض الإرشادات ربما تساعدك في تكوين صداقات صادقة:
1- اسعي في مرضاة الله، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
2- كوني نموذجاً في الأخلاق واحترام قيم وآراء الآخرين.

3- أفشي السلام على من تعرفين ومن لا تعرفين، وساعدي من يطلب منك المساعدة، واعرضي مساعدتك على من لم يطلب.

4- قدمي الهدايا لمن حولك، حتى ولو كانت رمزية، فإنها تحبب فيك الناس، وأزهدي فيما عندهم.

5- بادري بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية وشاركيهم فيها.
6- أحسني الظن دائماَ في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

7- نمي قدراتك المعرفية بالقراءة والاطلاع، وحاولي مناقشة الآخرين في آرائهم ومقترحاتهم، وأعرضي عليهم ما عندك من معارف.

8- لكي لا تكون اللقاءات مملة بينك وبين الآخرين قومي بطرح الأسئلة على جليسك، وحاولي التحدث في الأمور العامة، وفي الحقائق العلمية والأمور الدينية.

نسأل الله لك التوفيق في ما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً