الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بتبلد في مشاعري ولا أجد من يفهمني، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أعاني من عدة مشاكل، أشعر بتبلد في المشاعر، فلم أعد أشعر بالخوف أو السعادة، وكل ما أشعر به هو الحزن، وقليل من التوتر، وأصبحت جريئة جداً في تصرفاتي، وعندما ألمس أي شيء بأصبعي الصغير، يجب أن ألمسه مرة أخرى بالإبهام.

كما أشعر بأنني مختلفة عن بقية الناس، فلا أحد يفهم شعوري، وتفكيري، وغالباً ما أرى كوابيس في منامي، وأريد البكاء أحياناً ولا أستطيع، وجميع من حولي يستشيرونني في مشاكلهم، ولكنني لا أجد من يستمع لي عندما أحتاج لمن أتكلم معه، وليس لي الحق في الاعتراض على أي شيء، أو في اتخاذ قراراتي، ويجب علي أن أكون الفتاة المثالية التي لا تقول سوى سمعاً وطاعة في كل شيء.

أفيدوني في معاناتي جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا شك أنك في العمر الذي تحدث فيه الكثير من التغيرات النفسية والجسدية، والهرمونية والفسيولوجية وتقلبات المزاج، كالقلق والتوتر والشعور بالكدر في بعض الأحيان، وهي أمور عادية جداً، ومن في عمرك دائماً ننصحهم بأن يكونوا متفائلين، وأن يركزوا على دراستهم في هذه المرحلة، والتركيز على بر الوالدين، وبناء علاقات طيبة حميمة مع الصديقات الصالحات من البنات، هذه هي الأسس التي تثبت الإنسان وجدانياً في هذه المرحلة، وهذا هو الذي أريدك أن تركزي عليه.

مشاعر التبلد والحزن، أعتقد أن منبعه حساسيتك، ولديك نمط وسواسي أيضاً، هذا يظهر جلياً عندما ذكرتِ أنك حين تلمسين الشيء بأصبعك الصغيرة، أو تلمسينه مرة أخرى بأصبع الإبهام، هذا نمط وسواسي فمتى وجد الوسواس، وجد القلق والخوف، ووجد شيء من عسر المزاج أو تقلبه، هذه حالتك وهي حالة عرضية -كما ذكرت لك-، فتجاهلي تماماً كل هذه الأعراض، ونظمي وقتك، واحرصي على بر والديك، وممارسة الرياضة، والنوم المبكر، والتغذية السليمة، كلها أمور ضرورية، وضعي لنفسك خارطة مستقبلية لما تودين القيام به، وما هو المؤهل الذي ستتحصلين عليه -إن شاء الله-، وبهذه الطريقة تخرجين نفسك تماماً من الفكر السلبي التشاؤمي.

أما فيما يتعلق بملاحظاتك حول الناس وعلاقتك معهم، لا أريدك أبداً أن تبني مشاعر سلبية، ويجب أن تحسني الظن في الناس، وقولك أن لا أحد يفهم شعورك، أعتقد أن هذا غير صحيح، فالناس -إن شاء الله تعالى- ما تلاحظه تفهمه، لكن الناس مشغولة ولديها مشاكل كثيرة، ونحن في زمن انكبت فيه الناس على نفسها، واهتزت الكثير من الضوابط الاجتماعية، والقيم الأسرية، فالمهم أن تحسني الظن في الناس، وتكوني سباقة بالخير، ويداً عليا، وهذا سيفيدك كثيراً، ويشعرك بالمكافأة الذاتية، والسعادة والاستقرار -بإذن الله تعالى-.

بارك الله فيك وجزاك خيراً، ونشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً