الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعرف حقيقة مرضي وأعاني من أعراض مختلفة.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من مرض لا أدري أعصبي هو أم نفسي أم روحاني؟ ويسبب لي أمراضاً نفسية كالرعشة مثلاً، حيث أني أرتعد كلما حصل لي خوف وتعب وشك ومفاجأة سلبية أو حتى إيجابية، وتضيق نفسي كلما شعرت بضغط، مع ثقل في الرأس وخاصة في الصباح، وعدم اتضاح الرؤية وقلة التركيز، وكذلك توتر ونسيان؛ مما أثر على نمط حياتي، مع كثرة الوسوسة والتشاؤم، مع التعب والرغبة في النوم والاستلقاء، كذلك أحس بضغط في الرأس، وانقباض في الحنجرة خاصة عند بلع الريق، وكثيرا ما أحس بعدم الرغبة في فعل أي شيء.

مع العلم أني ذهبت عند طبيب متخصص في الرأس والأعصاب، أجريت تخطيطا مغناطيسيا، فقال: إن الأمر لا يتعلق بأمر عضوي، ووصف لي بعض الأدوية: Valdoxan ; mag b6, sulpidal ; lysanxia مع فترة راحة مدة 15 يوما، وتحسنت بعض الشيء، لكن سرعان ما تدهورت الحالة من جديد.

ساعدوني لتخطي هذه الأزمة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdelali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: الأعراض التي وصفتها وهي شعورك بالعصبية والرعشة والخوف، والذي يأتيك بصورة مفاجئة، وكذلك ضيق النفس الذي تحدثت عنه، هذه أعراض قلق اكتئابي من الدرجة البسيطة، والحمد لله تعالى أنت لا تعاني من أي مرض عضوي، الأدوية التي وصفها لك الطبيب أدوية ممتازة خاصة البادوكسان، لكنها لا تعالج الوسوسة إنما تعالج القلق والتوترات وتحسن المزاج، أنت محتاج أن تواصل على العلاج الدوائي بفترة شهر آخر، وأقصد بالعلاج الدوائي البادوكسان على وجه الخصوص، والسلبرايد أيضاً دواء جيد لكن بالنسبة لي اليسانسيكا هذه قد لا تحتاج إليها لفترة طويلة، لكن سوف أترك الأمر لطبيبك الذي يقرر بهذا الخصوص.

بعد انقضاء الشهر إذا لم تتحسن أحوالك بصورة جيدة هنا يمكن أن يغير لك الطبيب العلاج، ويعطيك دواء مضادا لقلق الوساوس والمخاوف، وعقار مثل سيرترالين والذي يعرف باسم زولفت ربما يكون بديلاً ممتازا، لكن -أخي الكريم- يجب أن تتبع ما يقرره طبيبك؛ لأن طبيبك قد قام بفحصك ومناظرتك، وقطعاً هو في موقع أفضل مني ليعطيك التشخيص الصحيح والدقيق، ويضع لك بعد ذلك الخطة العلاجية.

بالنسبة لي أعراضك واضحة وليست خطيرة، وإن شاء الله تعالى سوف تستجيب للعلاج، لا بد أيضاً من أن تسعى لتغير نمط حياتك، لا بد أن تنام مبكراً، أن تتجنب النوم النهاري، أن تمارس الرياضة، أن تتواصل اجتماعياً، وأن تكون إيجابياً في تفكيرك، هذه أسس علاجية مهمة جداً، ويجب أن لا نتغافل عنها ولا نتكاسل عنها، وهي مكمل أساسي للعلاج الدوائي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً