الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدان الرغبة في الجماع وضعف الانتصاب سبب لي هاجسا نفسيا وشعوراً بالفشل

السؤال

السلام عليكم

منذ ما يقرب من نحو شهر وأنا أعاني من مشكلة الجماع مع زوجتي، في البداية ما حدث أنني فقدت الرغبة في الجماع بسبب الملل من العلاقة، ولكن عندما حاولت في فترة أخرى لا يحدث انتصاب نهائياً؛ مما تسبب لي في هاجس نفسي وشعور بالفشل، وأصبح كل تفكيري هو كيفية التغلب على هذه المشكلة حتى أصبحت بالنسبة لي همي الشاغل، مما أصابني بالخوف حتى من مجرد التفكير، ولكن التجأت إلى الله وتغلبت على هذه المشكلة وحدث انتصاب وجماع أيضا بعد هذه المشكلة مرة أو مرتين، ولكن حصل أن زوجتي جاءتها الدورة، وأثناء وجود الدورة جاءني نفس الهاجس بالفشل مرة أخرى ولا أستطيع التفكير، حتى إنني لكسر هذا التفكير فكرت أعمل علاقة إلا أنه سيطر علي الشعور بالفشل مرة أخرى، وهذا ما حدث بالفعل.

أرجوكم كيف أتغلب على هذا الشيء، علماً أنني متزوج منذ 6 سنوات، لدي 3 أبناء، وأحب أقول إن هذا الذي يحدث لي حدث قبل ذلك واستمر نحو 27 يوماً ثم أزاله الله عني.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: المشكلة التي تحدثت عنها هي مشكلة معروفة وناتجة من القلق، وفي موضوع المعاشرة الزوجية الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، وبكل أسف بعض الناس يضخمون ويجسمون موضوع المعاشرة الجنسية ويكون شاغلاً مستحوذاً لهم في حياتهم، وهذا قطعاً توجهاً فكرياً خاطئاً جداً، لأننا كما ذكرنا التوجس والتدقق والمراقبة اللصيقة لأمر هو طبيعي وغريزي قطعاً هذا يولد قلق الفشل، يتحول قلق الأداء إلى قلق فشل، وهذا هو الذي وقعت فيه أيها الفاضل الكريم، وبعد ذلك أتت الروابط المؤثرة بصورة سلبية، وهي مثلاً أن زوجتك حين كان عليها دم الحيض أنت حصل لك نوع من النفور الجنسي وهذا أمر معروف جداً، أي أن المحفزات السلبية تلعب دوراً كبيرا حتى وإن كانت أموراً طبيعية.

أيها الفاضل الكريم: خذ الأمور بكلياتها وأولوياتها، وأنزل الأمر إلى الواقع البسيط وهو أن الجنس أمر غريزي وطبيعي، وأنه يتم في ستر وأمان وسلام، وأنه أخذ وعطاء، وأن الأداء الجنسي يتفاوت عند الرجل وعند المرأة.

هذه -أخي الكريم- يجب أن تأخذها كمسلّمات، والجنس لا يعني الجماع الكامل أيها الأخ الكريم: التودد، اللعب الجنسي، اللطف مع الزوجة، هذا قد يكون كافياً جداً في بعض الأحيان، هذه مفاهيم يجب أن تدركها.

الأمر الآخر أخي الكريم: آلمني جداً حقيقة تفكيرك في أن تعمل علاقة كما ذكرت، إن كنت قد فهمت بصورة صحيحة أخي الكريم أنت هنا أوقعت على نفسك مصدر قلق جديد يتعارض تماماً مع المنظومة الدينية والقيمية، وهذا من وجهة نظري يؤدي إلى المزيد من الفشل الجنسي، لا تفكر هذا النوع من التفكير.

كن إيجابياً أخي الكريم، حاول أن تنام مبكراً، مارس بعض التمارين الاسترخائية، تحكم في أجزائك، انظر إلى زوجتك دائماً بشيء من الرحمة والرأفة والتودد، هذا يفيدك كثيراً أيها الفاضل الكريم.

كنوع من التحوط العام أرجو أن تقوم بإجراء فحوصات عامة، تأكد على سبيل المثال من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وكذلك هرمون الذكورة ومستوى فيتامين ب 12 وفيتامين (د)، هذه مجرد فحوصات تحوطية، إن شاء الله تعالى حين تجدها سليمة ستعطيك ثقة كبيرة جداً في نفسك.

أخي لا مانع من أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق: مثل عقار فلوبنتكسول والذي يعرف باسم فلونكسول، الجرعة هي أن تبدأ بـنصف مليجرام حبة واحدة تناولها في الصباح لمدة 3 أيام، ثم اجعلها حبة صباحاً ومساءً لمدة أسبوعين، ثم حبة صباحاً لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناول الدواء، هو دواء استرخائي وقتي يقلل القلق ولا علاقة له أبداً بالمنشطات الجنسية، حيث إنك لست في حاجة إليها أخي الكريم، الرياضة لا بد أن تشغل حيزاً كبيراً في حياتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً