الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة بين الرفض أو القبول لخاطب يريدني زوجة ثانية، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم..

تقدم شخص لخطبتي، وهو إنسان يتميز بكامل المواصفات المقبولة، وعمره 32 سنة، ولكنه متزوج وامرأته عاقر، علما بأن عمري 23 سنة، وأنا محتارة جدا وخائفة من اتخاذ القرار الصائب، أرجوكم دلوني على الطريق الصواب.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك لك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمُنَّ عليك بزوجٍ صالحٍ طيبٍ مباركٍ يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة-: فأنا أرى أن هذا الأخ بهذه الصفات الرائعة التي تقولين (إنسانٌ يتميز بالكامل وموصفات مقبولة)، حتى وإن كان الفرق بينكما في حدود العشر سنوات، فهي ليست فرقًا كبيرًا حقيقة، وهذه الصفات الرائعة من الممكن أن تجعل الحياة في قمة السعادة والاستقرار والانسجام، وفارق السن هذا لا يعَدُّ شيئًا، خاصة وأنك -ولله الحمد- والمِنّة في سِنّ النضج، واكتمال التكفير والوعي.

فأنا أرى أن تستخيري الله سبحانه وتعالى، وأن تتوكلي على الله، ولكن أتمنى أن تتأكدي من موضوع عدم الإنجاب، هل الأمر يتعلق به شخصيًا أم يتعلق بزوجته؟ أم أن هناك أمرًا مشتركًا بينهما؟ فلا مانع من طلب تحليل بالنسبة له، حتى نتأكد من أن الأمر ليس منه، لأنه قد يكون الأمر يتعلق به ثم يرميه إلى امرأته.

فأنا أقول: تأكدي من هذه الناحية، وإذا كان الرجل يتمتع بدين وخُلقٍ في المقام الأول، فأرى أن تتوكلي على الله، وبإذن الله تعالى لن تكون هناك إشكالية بالنسبة لزوجته، ما دام أنها لا تُنجب، فأرى أنها لن تُسبب لك أي مضرَّة، خاصة إذا كنت تُحسنين معاملتها، وتُراعين ظروفها، ولا تحاولين أن تتعالي عليها وتتكبري عليها، أو أن تُظهري لها أنك أفضل منها، وأن زوجك قد قدَّمك عليها، تستطيعين أن تكسبيها إلى جوارك، وأن تعتبريها أختًا لك، خاصة إذا كانت ستظلُّ في عصمته، فأنا أرى بدلاً من أن نشُنَّ حربًا شعواء عليها وأن نشوِّهها وأن نجعلها تفقد الثقة في نفسها وتتمنى الموت، أرى أن تحتويها، وأن تعتبريها أختًا لك، وأن قضية الإنجاب وعدمها ليست بيد أحد، فالذي جعلها كذلك هو الله، والذي قادر على أن يعطيك بدل الطفل عشرة هو الله تبارك وتعالى، والقادر أيضًا على أن يمنع الناس من الإنجاب والسعادة إنما هو الله.

فأتمنى أن تكوني نفسًا جميلة، وأن تكوني وردة طيبة في الأسرة، وألا تفرقي بين الرجل وأهله، ودعك من هذه الأفكار السلبية التي تتردد على ألسنة العوام.

توكلي على الله، وأسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يجعل حياتك سعيدة طيبة، ولكن أنصحك بالاستخارة، ولا بد من مراعاة الخلق والدين، لأن هذا أساس الاستقرار الأسري.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً