الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا آكل القدر الكافي مثل البشر.. هذه مشكلتي فما حلها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة، أدرس في جامعة، وأعاني من مشكلة استمرت 4 سنين أو أكثر، وهي أنني لا آكل القدر الكافي مثل البشر، أجوع، لكن عند الأكل لا أستطيع إكمال الطبق أو لقمة، لدرجة أن الطفل الصغير يأكل أفضل مني.

أصبر نفسي ببعض الحلوى والشكولاته، ذهبت لطبيب جهاز الهضمي لم يجد لي سببًا، قال لي: اعمل تحاليل، لكنني لم أعملها، أعاني من نحافة ونقص في الكالسيوم وفيتامينات وأعرف أنه بسبب نقص الأكل، لكن ما هو الحل؟

أكلت أعشاب وطب بديل مثل الحلبة والمكسرات الغنية بفيتامينات، لكن دون فائدة، آكل دواءً كيميائيًا، لكن عند التوقف ترجع حالتي مثل أول تنسد نفسي بمجرد وضع الأكل في فمي.

أتمنى في الأخير أن تجدوا حلا أفضل لي، وهو الأكل الطبيعي وبدون كيمياوي، وكيفية تسمين الوجه والخدين.

وشكرًا لكم جميعًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب أن يحدد في مقاربة الحالات التي تشبه حالتك أموراً أساسية-:
1 - هل تعاني من نقص شهية وعدم رغبة طبيعية للأكل؟
2 - هل هنالك خوف من أن يزداد وزنك أو قلق من عدم السيطرة على زيادة الوزن إن حدثت، أو القلق من عدم امتلاك جسد رشيق؟
3 - ها تعاني من مشكلات صحية أخرى لم تذكرها في سؤالك؟
4 - هل هنالك أدوية تستخدمها باستمرار لأي سبب؟
5 - هل هنالك قصة عائلية للنحافة ونقص الوزن؟

لأننا أمام حالتك هذه يتوجب تقييم المريض صحيًا ونفسيًا ووراثيًا أيضًا، وذلك عند حدوث نقص في الشهية.

ففقدان الشهيّة هي حالة مرضيّة تصيب الإنسان أحياناً، وتوصف بفقد الرغبة في تناول الطعام، وقد يرفضه بتاتًا.

إن هذه الحالة تسبب نقصًا في الوزن والطاقة بشكل سريع من الجسم، حيث إن الجسم يفقد الكثير من العناصر الغذائية الأساسية من جسمه دون أي تعويض، تعتبر الإناث أكثر إصابة بهذه الحالة من الذكور، كما أنّ الأطفال وكبار السن يصابون به أكثر من الشباب والبالغين.

إن فقدان الشهية يعتبر مرضيًا في حالات عدة ولعوامل عديدة، كالأمراض المزمنة، وفقر الدم، والأمراض الأنتانية والمناعية وأمراض الغدد، من هذه العوامل أيضًا العوامل الدوائية، حيث إنّ تناول بعض المهدئات يقلّل من الشعور بالجوع، وذلك من خلال اختلال الهرمونات التي تعمل على تنظيم الشهية في الجسم.

أمّا العوامل النفسية فالضغط النفسي والتوتر مثلا سواء من العمل، أو في سن المراهقة، أو من حالات الفراق والحب، أو المشاكل العائلية وغيرها من الحالات النفسية التي تصيب الإنسان بالاكتئاب تزيد من وجود هذه الحالة.

الضغط النفسي باتجاه النحافة، كبعض العادات الاجتماعية (الجمال كقيمة عليا)، التفكير بنمط الثنائيات والمقابلات (اي التفكير بطريقة أن الشخص النحيف هو شخص جميل، بينما السمين هو شخص قبيح)، وهنالك أيضا أمور نفسية وراثية كالميل الوراثي للاكتئاب والقلق، الشخصية الوسواسية القهرية.

أنصحك -أخي الفاضل- بكشف طبي لنفي وجود أي سبب عضوي، أو نفسي، أو سلوكي لنقص الشهية، وإجراء التحاليل التي قد تساعد للوصول للتشخيص أو نفيه، وعندها يمكننا أن نحدد البرنامج الغذائي المناسب والرياضة اللازمة, أو النشاط الفيزيائي المطلوب للوصول لعلاج نهائي بإذن الله.

هناك بعض المواد الغذائية التي يساعد تناولها في زيادة الشهيّة للتخلّص من هذا المرض- كالتمر واللبن والحلبة والخل واليانسون والبصل والثوم والزعتر والكرفس وغيرها من المواد الأخرى التي تعمل على زيادة الشهية، والتقليل من فقدان الرغبة بتناول الطعام.

مع تمنياتي لك بالصحة الوافرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً