الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا لا أستطيع الاستمرار في أي وظيفة ألتحق بها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أنا فتاة تخرجت من كلية الهندسة العام الماضي، حصلت على وظيفة في إحدى الشركات، ولكنني شعرت بالضيق الشديد في أول يوم من دوامي فيها، لدرجة أنني فكرت بالانتحار حتى تركت تلك الوظيفة، ثم عملت مدرسة في إحدى المدارس الحكومية لمدة شهر ونصف، كنت سعيدة بتدريسي للطالبات، كما أن المديرة كانت مسرورة من عملي أيضاً، ولكنني بعد فترة تعب جسدي ولم أعد أقوى على الوقوف للشرح، وكنت أوكل إحدى الطالبات بالوقوف مكاني وشرح الدرس، حتى تركت تلك المدرسة والتحقت بغيرها، ولكنني لم أستمر فيها سوى يوماً واحداً فقط، فقد أصابني الصداع والتعب الشديد، وتركتها أيضاً.

تلقيت اتصالاً من إحدى الشركات للعمل فيها، ولكنهم سرعان ما اعتذروا لي لأنهم وجدوا بديلةً عني، فأصبحت أخاف من التقديم لأي عمل حتى لا أصاب بالمرض ثم أتركه، خاصة أن أهلي لا يشجعونني على العمل؛ لأنني أصاب بارتفاع الحرارة فجأة والتعب والصداع بين فترة وأخرى.

قمت بزيارة أكثر من طبيب، وأجريت التحاليل الطبية وكانت كلها سليمة، ولم يتوصل الأطباء لمعرفة السبب في تلك الأعراض التي أشعر بها، فما العلاج، وكيف يمكنني العمل بوظيفة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الميرا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نُهنئك حقيقة بالتخرُّج، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك، وهذا قطعًا إنجاز كبير.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت فيما سبق اشتكيت من أعراض السحر والعين، والإنسان حين يكون هذا هو توجهه، تتسلط عليه بعض المؤثرات الإيحائية، وهذا يؤدي إلى الكثير من التوتر والقلق وعدم الاستقرار النفسي، وقد يفتقد الإنسان أيضًا القدرة على التواؤم.

أنا متأكد الآن أن عدم استقرارك الوظيفي، جعلك تفكرين أن هذا الأمر قد يكون له علاقة بالعين أو السحر، وهذا ليس صحيحًا، فصححي مفاهيمك، وتذكري إنجازك، وهو التخرُّج، وحددي موقفك: هل تريدين العمل أم لا؟ أعتقد أن هذا مهم جدًّا، وعلى ضوء ذلك يمكنك أن تُحددي مسارك، واعرفي أن العمل يتطلب الالتزام، والالتزام ضروري جدًّا، والتنقل بين الوظائف -خاصة في بداية الحياة المهنية- أمرٌ مرفوض.

إذًا الأمر بيدك، والأمر في غاية البساطة، والإنسان حين يدخل في محيط العمل هذا يُعتبر تغييرًا كبيرًا في نمط الحياة، لذا لا بد من ترتيبات أخرى: النوم لا بد أن يكون مبكرًا، لا بد أن تكون هنالك مقدرة على تنظيم الوقت بصورة صحيحة، وتحديد الأسبقيات، وإعطاء العمل الوقت الكافي، ولا يمكن للإنسان أن يعمل ويستقر في حياته إذا أراد أن يعيش بنفس نمطه السابق، فهذه نقاط بسيطة أود أن أنبهك لها، وأعتقد أنها سوف تُحسِّنُ رغبتك في العمل.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً