الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه الأعراض الغريبة تبع لمرض الاكتئاب أو الصرع؟

السؤال

السلام عليكم.

أولا: شكرا لكم على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2267388).

الفترة الأخيرة ظهرت لي أعراض غريبة، وأريد أن أعرف هل هي تبع مرض الاكتئاب أو الصرع؟

الأعراض تظهر كالتالي:
في البداية أحس بإحساس غريب جدا، رائحة غريبة، وطعم غريب، وحرارة في الصدر، ودقات قلب قوية، وتعرق واضح مع عدم القدرة على الكلام بشكل طبيعي، وتتغير ملامح وجهي بشكل واضح، وبعدها أحس بخمول ونعاس شديد، وتستمر الحالة هذه من 10 إلى 30 ثانية فقط، مع أنها إذا جاءت في اليوم مرة تتكرر عدة مرات.

أستخدم حاليا هذه العلاجات: ديباكين كرونو 2000 ملج في اليوم، كيبرا 2000 ملج في اليوم.
سيبرالكس 10 في اليوم.

ملاحظة: الفترة الأخيرة صار النوم ليلا صعبا جدا وأتأخر جدا، فمثلا أخلد إلى السرير الساعة 11 وأظل أتقلب فيه إلى الساعة 2 ليلا، وفي الصباح أنام إلى 11 ظهرا.

ما تفسيركم لهذه الأعراض الجديدة التي ظهرت لي؟ علما أنني ملتزم بالعلاج، ولا أستطيع التواصل مع الطبيب المعالج؛ لأنه في جدة في المملكة العربية السعودية، ولا أستطيع السفر إليه لحالة البلاد السياسية لدينا في اليمن، والحظر الجوي فيها. منتظر ردكم بفارغ الصبر.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دون أن أسبب لك أي إزعاج، مرض الصرع من الأمراض التي قد تظهر فيها بعض الأعراض الغامضة نسبيًا، والتي قد لا تُفسَّر تفسيرًا كاملاً، وظواهر المشاعر الغريبة والغير مألوفة، وأحاسيس قد لا تكون طبيعية، وشمُّ الروائح، هذا نُشاهده لدى بعض مرضى الصرع، حتى وإن لم تظهر لديهم تشنجات صرعية.

وفي ذات الوقت –أخِي الكريم– تغيرات ملامح الوجه التي ذكرتها وكذلك الإحساس بالخمول والنعاس الشديد الذي يأتي بعد ذلك ربما تكون دليلاً على وجود نوع من النشاط الصرعي، لكن هذا لا أريدك أبدًا أن تنزعج له، وعلاجه سيكون من وجهة نظري هي أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة.

هذا ربما نربطه لأنك تنام الآن بصورة غير مرتاحة –كما ذكرت وتفضلت– فالساعة البيولوجية لديك ليست متوازنة، أنت تنام في فترة الصباح لفترة طويلة، ولا تستطيع أن تنام ليلاً، فأنا الذي أراه أن الأمر متعلق بحركة دماغية ناتجة من إجهاد جسدي وافتقار النوم.

فنظِّم نومك، أعتقد أن هذا أمر مهم جدًّا وضروري، تجنب النوم النهاري، مارس شيئا من الرياضة البسيطة، احرص على أذكار النوم، ثبِّت وقت النوم ليلاً، تناول وجبة العشاء مبكرًا، وأن تكون وجبة خفيفة، لا تشرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وأعتقد أنه لا بأس أن تتناول عقارا يعرف تجاريًا باسم (ريمارون REMERON)، ويعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) لفترة قصيرة، تناوله بجرعة خمسة عشر مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها رُبع حبة –أي سبعة ونصف مليجرام– لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما السبرالكس فاستمر عليه على نفس الكيفية.

أعتقد أن هذه الإجراءات ستكون كافية جدًّا لأن تختفي الظاهرة التي تحدثت عنها، وإن لم تختف طبعًا لا بد أن تذهب وتقابل الطبيب، بالرغم من أنك ذكرت أن ظروفك لا تسمح بذلك، لأنك ربما تكون محتاجًا لتخطيطٍ في الدماغ.

هذه الاحتمالية الأخيرة ضعيفة، أنا أكثر ميولاً للاحتمالية الأولى، وهي أن الأمر ناتج من نوعٍ من الإجهاد، الذي أسأل الله تعالى أن يُزيله عنك، وخذ بالأسباب وطبق ما ذكرته لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً