الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دورتي غير منتظمة منذ بلغت في سن 15 وانتظمت فقط خلال تناولي للدواء

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة غير متزوجة، عمري 18 عاما، وزني 48 كلغ، أعاني من اضطرابات في الدورة الشهرية؛ حيث أنها بدأت في سن الخامسة عشرة لشهر واحد ثم انقطعت لمدة سنة، ومن ثم أصبحت كل خمسة أشهر، ثم كل ثلاثة أشهر، ثم كل شهرين، بحيث شهرا تنزل غزيرة، وشهرا على شكل نقط لمدة عشرة أيام، من أني تناولت دواء لتنظيم الدورة، وانتظمت خلالها فقط.

أفيدوني بوركتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نزول الدورة الشهرية لديك كان متأخرا بعض الشيء، وعدم انتظامها حتى سن 18 عاما يشير إلى خلل في مثلث الأعضاء الثلاثة المسؤول عن الدورة الشهرية في جسم المرأة، وهو مثلث متكامل ومتعاون وأضلاعه:

1- هرمونات الغدة النخامية والتي تحفز المبايض وتساعد في نمو البويضات، والتي يتحكم فيها غدة أعلى في المخ تسمى hypothalamus، بالإضافة الى إفراز هرمون الحليب.
2- المبايض والهرمونات الناتجة عن التبويض.
3- الرحم.

ووجود مشكلة في أي ضلع من هذا المثلث تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وخلل في التبويض، والاضطرابات في الدورة الشهرية تحدث بسبب ضعف التبويض الناتج إما عن ضعف ونقص الهرمونات المحفزة التي تفرز من الغدة النخامية، أو عن وجود بعض الأمراض الوراثية نتيجة خلل في الكروموسومات، ولذلك من المهم أن يكون حجم الثديين طبيعيا وليسا ضامرين، بالإضافة إلى نمو شعر العانة وشكل الأعضاء التناسلية الخارجية.

وقد ينتج خلل الدورة الشهرية بسبب التكيس على المبايض أو وجود أكياس وظيفية، وهذا يؤدي إلى خلل هرموني، وبالتالي تصبح بطانة الرحم ضعيفة جدا لا تسمح بنزول دورة شهرية منتظمة، وإذا نزلت تكون غزيرة في بعض الأحيان، لأن المسؤول عن الدورة في تلك الحالة هرمون واحد فقط هو أستروجين وليس الاثنان.

وقد يرتفع هرمون الحليب prolactin، وقد يحدث كسل في وظائف الغدة الدرقية، وهذا الارتفاع وذلك الكسل يؤديان إلى خلل واضطراب في الدورة الشهرية، والأمر يحتاج إلى متابعة مع استشاري غدد صماء واستشاري نسائية لعمل الفحوصات اللازمة، وهي فحص هرمون الحليب وهرمون الذكورة وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة: هي FSH - LH - PROLACTIN - TSH - Free T4 - DHEA - ESTROGEN - TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

ولإعادة تنظيم الدورة والمساعدة في علاج التكيس يمكنك الاستمرار على تناول حبوب منع الحمل ياسمين لعدة شهور أو أكثر، يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، والغرض من تناول تلك الحبوب وقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض.

واضطراب الدورة الشهرية يحدث مع السمنة ويحدث مع النحافة أيضا، كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا، واحدة مع حبوب فوليك أسيد 5 مج وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام فيما بعد.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش والمرامية وحليب الصويا، وكل هذه الأشياء قد تساعد في علاج التكيس لأن لها بعض الخصائص الهرمونية.

حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً